أقلام ثقافية

ما هي مهمة المثقف؟

مهمة المثقف الاولى والاساسية وخاصة في وضعنا الحالي ليست توحيد افكار ومعتقدات الناس بل ان مهمته هي كيف يجعل هؤلاء الناس يحترم افكار ومعتقدات بعضهم البعض كيف يغير فكرة الناس معتقد الناس ان الافكار تتلاحق لا تتصارع وان الانسان كلما اطلع اكثر بتمعن على اكبر عدد من الافكار الاخرى كلما جاء رأيه اكثر صوابا واستقامة وفائدة

مهمته ان يدفع المواطن العراقي الى طرح رأيه وموقفه بكل جرأة وصراحة وبارادة مستقلة وبقناعة ذاتية لا خوفا من احد ولا ومجاملة لاحد ويقنعه بان طرح رأية ووجهة نظره وخاصة في القضايا العامة التي تهم اكبر عدد من الشعب ليس حق بل واجب ايضا لا عذر له عن التخلي عن حقه وواجبه مهما كانت الظروف ويدعوه الى تحدي كل العراقيل التي تحول دون ذلك

انها الوسيلة الوحيدة التي تضعنا على الطريق الصحيح ولا وسيلة غيرها

لان الشعب كل الشعب هو الذي يبني الوطن ويطوره وليست الفئة الحاكمة ولا يمكنه ان يفعل ذلك الا اذا كان الشعب حرا في طرح افكاره ومعتقده حرا في عقله

حيث اثبت الايام ان الشعوب المقيدة والممنوعة من طرح افكارها ومعتقداتها وعقلها محتل فانها لا تبني وطن بل تعيش ذليلة متخلفة وهذا ما نراه في الشعوب التي عاشت في ظل انظمة عبودية دكتاتورية امثال نظام صدام القذافي نظام ال سعود رغم الامكانيات المالية والبشرية التي تملكها هذه الشعوب الا انها عانت الجوع والمرض والجهل والذل والتخلف

مهمة المثقف ان يعلم كل مواطن ان يطرح رأيه في اي قرار يتخذ في اي تصرف يراه ان يعلم الناس كيف تتحاور تتناقش احدهم يعارض الاخر احدهم ينتقد الاخر لا كاعداء بل كاحباب الهدف منها الاستفادة والمنفعة الهدف من كل ذلك الوصول الى الوسيلة التي ثمرها اكثر وفائدتها اكبر ومنفعتها اوسع

يعني ان نحترم كل الاراء وكل المعتقدات مهما كانت حتى لو كانت غير عقلانية فكل هذه الاراء ذات فائدة ومنفعة الا الاراء والمعتقدات التي تلغي الاخر التي تذبح الاخر فهنا يصبح صاحب هذا الرأي والمعتقد وباء خطر يهدد الارض والبشر لهذا يجب التصدي لهذه الافكار والمعتقدات ومن يطلقها وقبر هم كما تقبر اي نتنة واي وباء فهؤلاء ليس بشر ولا يمتون للبشرية باي صلة

اثبت الواقع وفي كل مراحل التاريخ وفي كل مكان ان الرأي الواحد الحاكم الواحد انه الوباء الاكثر خطورة بل انه رحم وحاضنة كل الاوبئة التي تعرضت لها الحياة والبشرية من ذبح ودمار وجهل ومرض وجوع وذل وقهر ولا تزال مستمرة واعتقد انها ستستمر طالما هناك فكر واحد و وحاكم واحد هو الذي يسود في بلد ما من بلدان هذه الارض فخطورته وشره لا ينحصر في بلده بل ينتشر ويتسع في بلدان اخرى امثال النازية الهترلية والبعثية الصدامية والداعشية الوهابية ووهابية ال سعود وغيرهم من الاوبئة التي تعرضت لها الحياة والبشرية

اعود واقول المثقف صاحب رسالة اي نبي وليس مجرد شخص يؤدي خدمة استاذ جامعة مدرس في مدرسة طبيب في مستشفى الحداد في معمله حلاق في محله تاجر في متجره فهؤلاء يؤدون خدمة للناس لهذا الناس تصعد اليهم تأتي اليهم فأي من هؤلاء لا يمكن ان نعتبره مثقف بل انه يؤدي خدمة

 

اما المثقف فهو صاحب رسالة اي هو الذي ينزل الى الناس وهو الذي يذهب اليهم ويلتقي بهم اينما حلوا واينما وجدوا في حقولهم معاملهم في تجمعاتهم

المثقف هو الذي ينزل الى دون مستوى هؤلاء جميعا ويرفع من مستواهم تدريجيا حتى لو تطلب منه ان يبدأ بدار دور وقديما قال الامام علي خاطب الناس على مستوى عقولهم

الويل للمثقف والثقافة اذا اعتقد المثقف انه قادر على حرق المراحل والقفز عليها

اقول صراحة بعد التغيير بعد التحرير تهيأت فرصة مهمة وكبيرة لتحرك المثقف وعليه ان يستثمرها في تطور المجتمع وتقدمه لهذا عليه ان يحميها ولا يضيعها ويتمسك بها باظافره واسنانه

صحيح ان التغيير فتح الباب لكل العراقيين ان يعبروا عن افكارهم وآرائهم ووجهات نظرهم وبما انهم مختلفون في المستويات الفكرية والاجتماعية فمن الطبيعي سنسمع افكار واراء كثيرة ووجهات نظر مختلفة ومتعارضة وبعضها تدعوا الى الغاء الاخر وحتى العنف وهذا امر طبيعي بالنسبة لنا حيث عشنا كل تاريخنا عقولنا محتلة وكلمتنا مقيدة وفجأة تحررت عقولنا وتكسرت قيود

كلمتنا

 

مهدي المولى

في المثقف اليوم