أقلام ثقافية

اللغة .. الهوية والمعنى

fatima almazroweiأدرك تماماً أنه بات لدى معظمنا فهم وإدراك حول معنى اللغة، وأنها أولى لبنات الهوية وتعزيز وترسيخ الانتماء الوطني، لكننا في اللحظة ذاتها نشاهد ممارسات غريبة تشبه التجديف ضد وجود لغتنا وسموها، بل عندما نتحدث كأننا نستجدي حمايتها أو الوقف معها لأنها واقع ضعيف يحتاج إلى المنافحة عنه، وهذا بطبيعة الحال غير صحيح، لكن الممارسة ـ الفردية ـ على أرض الواقع مؤلمة وماثلة، ولم تستقِ أو تنتبه إلى التوجه الرسمي العام في البلد الذي يحث على أن تكون لغتنا هي المحور الأول والمنفذ نحو أي تفاهمات واتفاقيات.

نفهم أن تستخدم لغة أجنبية للحديث مع وافد لا يجيد الحديث إلا بها، ونتفهم وجود مئات من الجاليات من مختلف دول العالم في بلادنا ومعظم أفراد هذه الجاليات لا يجمعهم إلا لغة عالمية باتت هي محور التفاهم بينهم، لكن لا يمكن فهم سبب تفاهم مواطنين عربيين باللغة الإنجليزية وحديثهما بها، أو أن تشاهد مجموعة شباب عرب اختاروا الحديث مع بعضهم بعضاً بلغة أجنبية، وكأنهم في تحدٍّ على من هو الأكثر تطوراً وتقدماً.

في إحدى الندوات والمؤتمرات الدولية، وقف يتحدث على المنصة ممثل فرنسا الذي بدأ مباشرة كلماته بلغته الفرنسية، معتذراً عن عدم إجادته للغتين العربية أو الإنجليزية، بعد كلمته نهض عدد من المتحدثين العرب وكانوا يلقون خطبهم باللغة الإنجليزية. أعتقد أن الفعل الرسمي والحكومي الذي تمثل في دعم اللغة العربية وإقامة مؤسسات وسن قوانين يجب أن يكون شاملاً وأكثر عمومية حتى نلمس فعلاً حضوراً للغتنا في المحافل الدولية

 

فاطمة المزروعي

 

في المثقف اليوم