أقلام ثقافية

التمرد وروح الثورة في نصوص باسم الخاقاني

ahmad manazayadiبسم الشعب .. جاع الشعب

بسم الشعب .. ضاعت جناسي اركَابنه و مات الشعب..

ويلاه و.. الويلاه معزوفة وطن واغنية امي

ويلاه ضيعت الصبح

والليل مد جفه اعله دمي ..

 

من بين ركام المحطات وتسلط الحكام واستبداد ولاتهم وركوع الشعب وانتشار الظلم ينهض من تحت اديم الظلام الى سماء الحرية نجم متألق يتلجلج عنفواناً.

الفرق شاسع بين ان تكون شاعراً شعبياً وشاعراً يعيش معاناة الشعب هذا ما اثارني عند قراءة نصوص الشاعر المتمرد على كل ما ينافي الجمال العاشق للحرية من محافظة القصب والبردي محافظة الناصرية الشاعر الرائع باسم الخاقاني.

في قراءتي الاولى لقصيدة برلمان الشعب لم اكن اعي ما اقرأ لأنه اخذني الى مكان سحيق وانهر الدموع من عيني مغصوباً عليها فهي منشور احتجاجي ضد الظلم وثورة على الماضي والحاضر وحتى المستقبل.

في اغلب نصوصه يبتعد الشاعر عن السردية والتقريرية كما يبتعد عن القوالب الجاهزة ويتحرر من حدود الوزن الى اللامحدود فيتخذ اشكالاً جديدة في كتابة القصيدة تكون اكثر ابداعاً.

عندما نتطلع نحن الفقراء الى من يعبّر عن همومنا في ظل عتمة الشمس والصمت المطبق ودهاليز السياسة فأن باسم الخاقاني يأبى الصمت ويقول:

أس ..!

شيصبرني واضل ساكت عالتابوت

والجثة شعب، والوطن طيحة راس أس ..!

شيسكتني الشعب سكران،

والدفان يشرب ناس

هذا المقطع من قصيدة (نجف) يبين الثورة التي أشرت اليها مسبقاً اما التمرد فأعني به شيئان التمرد على السائد والظلم والتمرد في كتابة القصيدة والطريقة التي يتفرد بها.

تكثر رموز الحرية في قصيدة باسم الخاقاني لذلك اجده يقترب من بودلير ومدرسة الرمزية والبعد الجمالي. إذ يقال ان الامام الحسين (عليه السلام) الثائر الاول في الاسلام لذا فهو رمز الحرية لكلك الازمان.اضفى باسم ذلك في نصوصه وذلك في قوله:

چـم حـسـيـن بــيــه يـريـد حـرّيّـة؟

چـم إيـزيـد بـيـه يـريـدني أتـلـگـاه؟إ

شـگـد أچـفـوف بـيـه تـعـانگ الـمـفـتـاح!!!

وأدري مـزوّرة الـبـيـبـان…

تبدو الابيات في ظاهرها حيرة لكن الحقيقة أنّها منشورات تحريضية ضد الظلم والظلام وضد الباطل وما يشوبه.

لا اعتقد ان شاعراً خلا من النظم في الحب لكن الحب لدى باسم الخاقاني له طعم ولون جديد.نجد التمرد كما هو في سالفه ونجد الوطن ذكراً خالداً في نصوص الخاقاني.يقول في قصيدة حزن ابيض:

طفت بجفوفي نثية ليل.. غنتلي لحن بارد

والكمرة اختلت بيه ..وبديت اشعل جماد الناس

شمتني ولكيت الوطن يمتد وي ظفيرتها

خذت من الحزن واطتني شمة ياس

وموسيقى وشرارة حزن للثوار

وغنتلي ولكيت البيه حزن ابيض

هاهي موسيقى الربابة التي يعزفها الثوار تتدفق على اوراق باسم الخاقاني ورصاصات الرحمة التي اطلقها من خلال قلمه وحروفه الصادحة بالحب والحرية في آن واحد.

في الحقيقة، النصوص لم تكتب لتقرأ ولكن كتبت لتشمّ وتضمّ الى القلب لانها تعبر عن احساس صادق وشعور جياش واحساس بالمسؤلية تجاه الوطن والشعب والقضية....

 

احمد معن الزيادي/ الديوانية

في المثقف اليوم