أقلام ثقافية

الوفاء الجمّ في قصائد حيدر الكناني

ahmad manazayadiوانا اقرأ ما يدور امامي من نصوص شعرية سواء أكانت في مواقع التواصل الاجتماعي او في المجلات او الصحف لفت نظري ومنذ امدٍ ليس ببعيد شاعر تختلط مفرداته مع نسمات الهواء في هور الدلمج واوراق الياسمين المتناثرة في فصل الربيع لينسج لنا كلمات من رياحين سوريا وقرنفل فلسطين تدخل الى القلب مباشرة وتعالج الكثير من القضايا التي ظلت خاملة في قصائد الشعراء الشعبين الشاعر الديواني المبدع حيدر الكناني.

من الشعراء المجيدين في كتابة النص العمودي وله شواهد جميلة جداً على ذلك وايضاً يكتب في مدرسة الشعر الحديثة او ما يسمى بـــ(شعر التفعيلة). شعره يمثل حالات هيام حقيقية يكتب دون مواربة ليسحر الآذآن بما تجود به قريحته.

ما لمسته في نصوصه التي لا املُّ من قرأتها وحفظها الاطناب في الكتابة عن الاصدقاء في زمن قلّ فيه الصديق وكثُر فيه المكر.

في احدى قصائده يقول:

الي ايلبس الجلمه اهدوم ترفات

ميهمني اعلروحه اشحاط هندام

في هذا البيت الشعري يبين مدى عشقه للصديق أذ ليس للأشكال دور في بناء العلاقات الانسانية وان صفاء القلب هو الاهم من بين كل المقومات.

وفي رائعة اخرى يقول:

اذكر شجرة صاغت للنهر مشحوف

هنا يبين مدى وفائه اذ كان يتحدث مع احد اصدقائه في تلك القصيدة الرائعة وما اوفى ذلك الصديق معه.

وانا اتحدث مع نفسي واقول ان المدح يؤدي الى تمرد الاصدقاء يجيبني بأحدى قصائده ليخبرني انه يبحث عن المشاكل والحلول أذ أن للذمّ مكانه في نصوصه الشعرية التي لا يخلو منها نص ويستدل بذكر اصدقاء لانصيب لهم من الوفاء فيقول:

كون الدمعه لليستاهل الدمعه

غشيم الغيم من يبجي اعله ياهو الچان.

ما اثار انتباهي وجذبني اكثر الى نصوص هذا الشاعر الصورة الشعرية التي يتفرد في جمالها وحسن سبكها ودقة وصفها مع الايجاز كما في قوله:

الگمر من ينولد منجل

وما فيه من وصف دقيق وجميل للقمر لم اره سابقاً ولم اسمع عنه حتى في الادآب الغربية.

ليس الغزل وحده في موضوعات حيدر الكناني حيث يخاطب الامام علي (عليه السلام) في قصيدة جميلة جداً من بواكير شعره فيقول:

اصد حد شوفي مدري المن

حدك ماتميزه العين

تاهن بيك

نضرات اليمامه ومالكن حد بيك

علي ممتد خظارك وين...

وبعد....فأني لأجِدُ تجربة حيدر الكناني تجربة مهمة ومثمرة ومتفردة بشئ يميزها عن غيرها.حيث ان الشاعر شقّ طريقاً خاصاً به في فضاء الشعر الشعبي الواسع.

ويُخيل اليّ ان يكون تجربة يُقتدى بها في الغد القريب ان شاء الله....والسلام.

 

احمد معن الزيادي/الديوانية

في المثقف اليوم