أقلام ثقافية

فؤاد الجشي: فنُّ المواجهة

الفنُّ هو أحد الفنون التي يمارسها الإنسان في حياته الشخصية، القدرة والإتقان بمستوًى عالٍ من الجودة والكفاءة العالية في العمل أكثر جمالًا وتنظيمًا، الوظيفة ليست صعبة ولا بسيطة، إنّها مجمل التفكير في قرار ساحله أزرق العينين. توظّف قدراتك في التجادل مع الحياة، روية وهدوء.

هذه الأحداث الوصول إليها يغلب عليه التكاثر المعرفي التجريبي الواعي في تزويد ذلك العقل الباطن، بالرؤية التي تحلم بها في موطن حياتك. الأزمات ليست قليلة وقد لا تتوقف، لكنها طاقة أثيرية، توطّن إحساسك بالحياة، تلك هي الفلسفة التي تنير صفحاتك المتبقية قبل الرحيل من عالم إلى آخر مقدّس بما وراءه من صور ووعود جميلة وتحت رحمة لا تتوقف من العالي المُعيل، غدًا وما بعده يحمل كلّ الأمنيات.

لا تثقل نفسك بين عقول تناثرت عليك قاسية مؤذية، عندما تستوعب القاعدة الطبيعية للبشر في السباق بين الماراثونات المتعدّدة في الفوز الأول، حلّق مع أحلامك بهدوء وقدرة عالية، عليها أثر البسمات الجريئة النابضة بالحياة، قسمات قدرت، يغلب عليها التعب، لكنها طبيعية في حالاتها، انتصر عليها في وقتها.

التبعثر شقاء، القناعة جمال داخلي، أمثال البشر بين يديك، بين سقوط ونهوض، انهض بوعيك الذي ينبض، الغبار لا يتوقف والمطر لا ينتظر المظلات المهترئة، اضرب بين جناحيك، حلّق كما تستطيع، بين الإقلاع والإقلاع حياة وخبرات جديدة، الحياة جميلة رغم بعض محطاتها الحزينة، إنّها رواية لا تتوقف عند سطر حزين، صعابها قد تكون النهاية سعيدة وجميلة، متى ما ضغطت على أيقونة القبول، تبقى القناعة الأمل الأول والأخير.

الطائرة تنتظرك في الصعود بين رحاب العالم، يأتي الخيال بين الصخور الحافرة الصلدة، تخطو خطوتك، تشعر بأمانها تجلس بعد أن تطمئنّ الروح بأنّ غدك سوف يكون بين يديك، الموت لا ينتظر أحدًا والعزاء مستمر، بين القافية ينابيع تفجّرت من أعماق لا تدركها الأرقام، جميع المحطات منسجمة مع الطبيعة التي ولدت أمامك وقبلك.

منذ الأزل، البشر لديهم القدرات والأقدار التي تحطم طواحين الألم في خيال بعده واقع، تذكر بأنك ذلك الإرث الذي تخلفه يبقى ومن بعدك سوف يقرئه، إنّها المعارف المستمرة في النضج، ذلك المدّ الغائب يتحدّث إليك أن ترفع تلك الأشرعة أمام الأمواج العالية، بعيدًا عن الأرض ترى الوجود لم يكن من قبل، أيُّها القبطان، ابتسم أمام الريح التي أمامك، أنت الآن في الأمان الذي انتظرته وقت طويل.

***

فؤاد الجشي

 

في المثقف اليوم