أقلام ثقافية

قاسم حسين صالح: الحسين يتوجه من كربلاء نحو بغداد!

فكرة لفلم سينمائي

يبدأ المشهد بلقطة تظهر فيها شوارع كربلاء بآلاف حاملي الكاميرات والمراسلين من جنسيات مختلفة.. عراقية وعربية واجنبية، تركز على جواد بوشاح اخضر عليه رجل وقور في الخمسينات من عمره وخلفه جماهير يغص بها الشارع ترفع اعلاما عراقيا ورايات خضراء.. ويهزجون (لبيك يا حسين).. وامرأة تسحب (شيلتها) وتهزج (اليوم يومك يبو سكينة).

ترافق الكاميرات المسيرة من كربلاء الى بغداد مشيا على الأقدام وتصور ما يحصل من احداث فيها مفارقات ومفاجئات وصولا الى اسوار المنطقة الخضراء، لتكون المشاهد من هنا تراجيديا في كوميديا سوداء.. كالآتي:

يقف السياسيون السنّة والكرد من سكنة الخضراء موقف المتفرج.. يراقبون، وحين يدعونهم شركاؤهم السياسيون الشيعة الى ان يتخذوا موقفا، يردّون عليهم: ( الحسين امامكم وانتم وأياه تنجازون!)

تمشي الجماهير وراء الحسين.. لها أول وليس لها آخر وتصل قريبا من اسوار الخضراء.

 يتشاور حكّام الشيعة بوجوه مرعوبة من خطورة الموقف، ويتفقون على تشكيل وفد يتفاوض مع الحسين.

 يلتقي الوفد بالحسين فيرد عليهم بالأصرار على الأصلاح.

يذهب الوفد ثم يعود الى الحسين حاملين له رسالة تخيره بين ان يعود من حيث أتى أو القتال.

يلتفت الحسين الى العراقيين ويقول قولا مماثلا لقوله: (ان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين.. السلة او الذلة وهيهات منا الذلة) فماذا تقولون؟.

 يجيبونه بحماس (فوت بيها وعا الزلم خليها!)..

 و(يفوت بيها).. فيواجه عشرات آلاف المسلحين من الفصائل والميلشيات المسلحة، وألافا اخرى من حمايات فلان وفلان، ودبابات وراجمات وصواريخ ما رآها في حياته، تحذره ان تقدم خطوة فسيطلقون النار..

و.. .يخطو الخطوة فتشتعل جهنم!

يلتفت وراءه فلا يرى من تلك الملايين غير مئات من شباب رافعين لافتات (نريد وطن)..

يتوقف الحسين فيتذكر يوم خذله العراقيون عند بيعتهم له وقتل رسوله وسفيره اليهم، مسلم بن عقيل.. فيستعيد خطبته عليهم:

(تبا لكم ايها الجماعة وترحا، أحين استصرختمونا والهين فأصرخناكم موجفين سللتم علينا سيفا.. وحششتم علينا نارا اوقدناها على عدونا وعدوكم..)

يدير ظهره نحو الشباب الذين ما يزالون رافعين راية (نريد وطن) فيخاطبهم:

 (تعالوا يا أنصاري.. لا اريد لكم ان تقتلوا كما قتل من ناصرني.. تعالوا يا احبتي).

يحتضن صاحب الراية ويعطي ظهره للخضراء عائدا بهم الى كربلاء!.. وتصدح هلاهل زوجات (الحسينيين) المنتصرين، فيما السنّة والكرد ينظرون الى بعضهم فرحين غير مصدقين!

***

أ.د. قاسم حسين صالح

في المثقف اليوم