أقلام ثقافية

جولة ممتعة في الحي اللاتيني أقدم أحياء باريس

hamid taoulostكان الجو صيفيا هذا اليوم، ودرجة الحرارة منعشة وملائما للخروج للتجوال في شوارع مدينة الأنوار ، ألقيت بلوحة الآي باد جانبا، وعاديت النت، وقاطعت الفيس بووك، وحملت آلة التصوير وخرجت متجها نحو الحي اللاتيني الشهير، أقدم أحياء مدينة باريس، وربما من بين أقدم أحياء المدن الأوروبية.

ركبت قطار RER من محطة لوفيزيني Le vésinet التي تبعد بضع محطات عن ميترو سان ميشال St michel " بالحي اللاتيني المعروف بشوارعه وحواريه وأزقته المليئة بالمقاهي والمطاعم –التي جل أصحابها أسويين- المتخصصة في جميع ألوان الأكل العالمي الشهي واللذيذ، والمزدحمة بعدد لا يحصى من الحوانيت الصغيرة التي تبيع "الانتيكات" والهدايا التي ترمز لباريس وعراقتها، والمكتظة دائما بالسياح المتجولين فيها بحثا عما لم يروه بعد من المعالم الأثرية الشهيرة لهذه المنطقة التاريخية من المدينة، والتي من بينها تحفة الفن المعماري القوطي الذي ساد في القرن الثاني عشر حتى بداية القرن السادس عشر، كاتدرائية نوتردامNotre Dame de Paris) أو كاتدرائية سيدتنا العذراء، باللغة العربية ، والتي تقع في الجانب الشرقي من جزيرة المدينة "إيل دولا سيتي " على نهر السين ، الذي يخترق قلب باريس التاريخي، أحسن مكان يمكن أن يمضي فيه الزائر لباريس، نهاره بالكامل دون أن يشعر بضجر أو ملل أو مضايقة من أحد.

ورغم صخب الأصوات واكتظاظ المكان واختلاط أجساد أبناء البلد الذين جاؤا يبحثون عن أكلات شهية ومكان يرتاحون فيه من عناء يوم عمل، وجحافل السائحين من كل البلدان، والفنانين الذين يمارسون العزف والرقص بمشاركة المارة، والحواة الذين يقدمون الألعاب والمهارات، ورسامون وباعة جائلين..، فإن أجواء الحي اللاتيني تبقى جميلة معطرة بنغمات الموسيقى الهادئة والصاخبة المنبعثة من كل مكان حتى الصباح، وتستحق المشاهدة، ولو مرة في الحياة.

 

حميد طولست

في المثقف اليوم