أقلام ثقافية

في حال الثقافة والمثقفين

shaker faredhasanنعيش في خضم مشهد ثقافي موبوء ومهترىء، تراجعت فيه الثقافة وفقدت جوهرها ومعناها وجاذبيتها وقيمتها ودورها ورسالتها، وتوارى دور المثقف الثوري العضوي الخلاصي الحقيقي، وبقي الميدان للدخلاء من ادعياء الثقافة والفكر الذين غيروا جلودهم وتخلوا عن قناعاتهم الايديولوجية والتحقوا بركب السلطة، وتم خصيهم وترويضهم بسياسة العصا والجزرة، وشرائهم بالمال النفطي القطري والسعودي والخليجي، فاصبحوا مستأجرين، وتحولوا الى ابواق للنظام، يأكلون من خبز السلطان ويضربون بسيفه .

لقد اختفى المثقفون من اصحاب القناعات والايديولوجيات الفلسفية والمعرفية، الذين يناصرون قضايا ومسائل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ويذودون عن المبادىء والقيم والمثل الانسانية والاخلاقية والمصالح العامة، وينيرون دروب المسحوقين والكادحين والطبقات الضعيفة المهمشة، والذين يثيرون وعي الناس حول قضاياهم المصيرية والمستقبلية، ويحرضون الجماهير على الثورة والتغيير، ولأجل الخلاص من القهر والظلم والاستبداد والاضطهاد والاستغلال .

وعلى ضوء هذا الواقع المظلم والمعتم والموجع والمقلق، فاننا نحتاج الى ولادة وظهور مثقفين جدد، يعيدون للثقافة خضرتها ونضرتها وزهوها ومكانتها الحقيقية، ويكملون طريق المثقفين الحقيقيين الذين فارقوا الحياة وغابوا عن الدنيا، وتركوا فراغاً لم يملأه احد حتى الان.

 

شاكر فريد حسن

 

في المثقف اليوم