تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام ثقافية

في انتظار اختيار بطل المسلسل

eljya ayshاللغة "العاميّة" تحل محل لغة "الضاد" في مسلسل رائد الحركة الإصلاحية في الجزائر الإمام عبد الحميد ابن باديس

أشار مختصون في اللسانيات أن مسلسل ابن باديس التاريخي سيرسم صورة للحرب الكلامية حول لغة "الضاد" في الجزائر، وتسويق معالم طمس معالمها، وهذا لا يخدم المسلسل، كما يسئ للرجل الذي كرس حياته في الدفاع عن اللغة العربية والعروبة، والتمسك بثوابت وأصالة المجتمع الجزائري، خاصة وأن أفكار ابن باديس استطاعت أن تخلق ديناميكية إيجابية في استقطاب الرأي العام، وتهذب النشء، وهو القائل: "شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب.."

يواجه الطاقم المشرف على إنتاج مسلسل العلامة عبد الحميد ابن باديس صعوبة في اختيار بطل المسلسل، ومن سيكون سعيد الحظ ليتمكن من أداء دور العلامة عبد الحميد ابن باديس، وتتوفر فيه ملامح الرجل، حيث لم يتم إلى حد الآن تحديد القائمة النهائية للممثلين "الكاستينغ" casting، لما شهده الفيلم من تأخير لأسباب تتعلق بالسيولة المالية، وأشار كل من تحدثنا إليهم أنه لابد من اختيار من لهم قدرات ويستجيبون للشروط التي يحتاجها المسلسل، حتى يكون المسلسل في مستوى المسلسلات التاريخية، ولعل اختيار بطل مسلسل العلامة ابن باديس من شأنه أن يفتح للممثلين الجزائريين آفاقا واسعة في القيام بأدوار شخصيات تاريخية وسياسية كذلك، ودخول عالم صناعة الأفلام، لاسيما والمسلسل كلف ميزانية أولية قدرت بحوالي مليون ونصف مليون دولار، وهو الرقم الذي تحفظت جهة مسؤولة عن ذكره.

وبالوقوف على مقتطفات من التصوير الرمزي التي عرضت أول أمس بقصر أحمد باي بحضور وزير الاتصال وشخصيات معروفة في الساحة الثقافية، فإن المسلسل سوف يخرج باللغة "العامية" والتي كما يبدوا أنها ستطغى على كل حلقات المسلسل، وكمعينة فقد أخذنا مقطع من التصوير من خلال الحوار الذي دار بين شخصيتين تقومان بدور الـ: سي إسماعيل وسي بن كحول.

قال بن كحول: الجماعة يحتاجوكْ، رانا جينا هاربين بينا بولادنا.. لازم نوقفوهم، جيت هارب من جيجل لقسنطينة، وأضاف : لكن يا سي إسماعيل مالقيناش قوة توقف هذا الحكام، وهذا الظلم ما نقبلوهش، الفرنسيس وما سلكوش من هذا الكولون، لازم نروحو عند الحاكم.

رد سي إسماعيل وقال: المهم يا جماعة راني فرحان بيكم، وان شاء الله ما يكون غير الخير).

وتجدر الإشارة أن مسلسل رائد حركة الإصلاح في الجزائر منذ الإعلان عنه أحدث جدلا كبيرا بعدما سلم السيناريو لمخرج سوري، وندد مثقفون بفشل الفيلم حتى لا يساء لرمز تاريخي مثل ابن باديس، كما أسيئ له في تمثاله الحجري الذي نصب بمناسبة تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، وحسب مصادر فقد اعترضت مجموعة من المثقفين والمخرجين السينمائيين ومنهم الفنان محمد حازرلي على اختيار المخرج السوري باسل الخطيب لإخراج الفيلم بدعوى أنه يجهل خصوصيات المدينة وسكانها ويجهل تاريخ الجزائر وجوانبها الثقافية والحضارية..

كما أن استعمال "اللهجة المحلية" (اللغة العامية) في المسلسل حسب البعض هو من أجل تسهيل على الجمهور المشاهد فهم الأحداث التاريخية التي مرت بها الجزائر أيام الاستعمار، وجهود جمعية العلماء المسلمين في تحرير العقول والأذهان من الشرك وأشكال التطرف، في حين راى البعض أنه ضرب للهوية الوطنية، لاسيما واللغة العربية تعد إحدى المرجعيات الدينية للمسلمين، خاصة وأن العلامة عبد الحميد ابن باديس الذي يعتبر رجل الأمة جمعاء قد حرص في جمعية العلماء المسلمين على الحفاظ على الإسلام واللغة العربية، التي أدرجت ضمن الدستور الجزائري، وهذا يعني انه لا ينبغي المساس بها.

 

علجية عيش

 

في المثقف اليوم