أقلام ثقافية

فيروز.. صوتها كما بغداد أغنية لم تمت

akeel alabodجلس الصباح كما عادته يحتسي الشاي مثلي، اما الورقة التي كانت بيدي، فقد ترنحت بعض الشيء، لتتكيء سطورها عند طاولة تنتظر الحديث معي.

الكلمات بقيت في جوفي تحتضر، كلها كانت حبيسة، الا كلمة واحدة أطلقت لنفسها العنان دون استئذان، تازرا مع طائر كان ينصت الى نحيب شجرة احرقها الموت.

الناس تشبه أحلامهم ذلك الطائر الذي ما زال يعشق انفاس الحياة، لذلك  الحرية مقولة اطلقتها، لتحتضن أجنحتها ضوء السماء.

 العصافير أنداك اسراب كما هؤلاء الذين يقفون اليوم عند أرصفة المحطات تمردا على الضجيج، النادل لم يأتِ بعد رغم ان الصباح كان على موعد مع الموسيقى.

فيروز بصوتها كائن ليس كباقي الكائنات، هي لحن أسطوري يعيش بين الأحجار تارة، وعند رحيق المسافات ينعم بالدفء تارة اخرى، يعزف لحنا بروعته كنا لا نعرف عن بغداد الا لغة العشق المطرز بالتيجان، والذهب المصنوع من الضوء ولون الشمس" بغداد والشعراء والصور" أغنية لم تمت.

 لذلك مع اقصى لحظات حزني، تناولت دفتر المذكرات، مع قبلة رسمتها على جبين رجل احضر لي قدحا إضافيا من الشاي المعطر بالنعناع.

رسائل عشقي بكت، جلست هكذا، كأنها صور من الوفاء تناشدني-حبيتي السبعينية راحت تنصت خاشعة؛ تستعيد ذاكرة حب كنا نرسم انغامها عند اخاديد خارطة جذورها بقيت لم تحترق. 

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم