أقلام ثقافية

حب السطوح

hamid taoulostمن الذكريات التي لا تنسي : ذكرى أيام "حب السطوح"، الحب الأكثر براءة وعذرية ومثالية من كل أنواع الحب الأخرى، الحب الذي ما كانت تتعدى أحداثه سطوح منازل الأحياء الشعبية التقليدية المغربية العتيقة العريقة والأصيلة، حيث كنا نلعب في صغرنا، أدوار روميو وجوليت، وكليوباترا وأنطونيوس، وعنترة وعبلة، وقيس وليلى، دون علم منا بأنهم كانوا رموزا للحب الإنساني الذي سرت بذكره الركبان، وقبل أن نتعرف على أعمال الكاتب الإنجليزي وليام شكسبير التي طبقت الأفاق، أو نطلع على مسرحية «مجنون ليلى» لأحمد شوقي، أو نستمع لتغني الموسيقار محمد عبد الوهاب مع أسمهان بهواهما..

إنه الحب الطفولي الذي لا تُكتب له في الغالب الأعم، نهايات سعيدة، تطويه عاديات النسيان، وينتهي مع نهاية قيظ الصيف الفاسي وشدة حرارة لياليه، حيث تُهجر السطوح، لأنه في حقيقته ليس حبا بمعناه الصحيح، بقدر ما هو مجرد انجذاب، تكون فيه مشاعر الاستلطاف انفعالية وجامحة إلى حد ما، وغالبا ما تكون خالية من المشاعر العميقة، حيث كنا نرى من نحب بشكل ساحر دون أي عيوب ونتوق دائما لرؤيته من بين أنواع الغسيل المنشور تحت أشعة الشمس الساطعة، التي كانت تدفع بهذا النوع من الحب الطفولي إلى عدم التفكير بواقعية الأمور، ويعترينا الهيام ونشعر بالذوبان، الذي ينتهي مع انتهاء الصيف، موسم الحب الرومانسي، فينسينا من أحببنا من من خلال فجوات أسوار السطوح، بنفس السرعة التي كنا قد أحببنا  بيها أحبة السطوح .

 

حميد طولست

في المثقف اليوم