أقلام ثقافية

العصفور

akeel alabodطائر مليء بالزقزقات، أنثاه، تحب الأشجار والسماء، تلتقط حبات القمح، لعلها تفلح في إطعام فراخها الصغار.

بيتها قش تخلفه التفرعات النحيفة، المتهاوية من الأشجار، أو أعواد الخشب الصغيرة، تلك التي تذروها الريح في ايام قد تكون عاصفة، اوربما في خريفات تصفر فيها أعشاب نباتات يملأها الذبول، لتتساقط وريقاتها.

السعادة بالنسبة اليها، هو تلك الرقائق، والأعواد، تلتقطها بدقة بارعة، عبر منقارها الصغير، هذا الذي عندما تراه، لم تكن تصدق انك من خلاله يجمعك عالم متكامل، يضم بين جوانحه هذا الدفء المتناسل من عاطفة تجتمع فيها لغتان صامتان؛

الاولى، هذه العاطفة التي تنتظر البويضة فيها شرنقة منها ينبثق دفء الزقزقة القادمة، 

اما الثانية، فهي ألفة ترتبط حباتها بذرات القمح المتناثرة عند مطبات الأنهار، او الارض اليابسة ربما، الام تلتقطها هدية،  لعلها تحتفي مع صغارها الذين يتطلعون دائماً ، الى إشراقة  الشمس، ولحظة الولادة.

لذلك تراها عبر منقارها الصغير  نفسه تزق الصغار رحيق المحبة.

صغير بحسب الوصف منقارها، لكنه يفترش السماء برائحة النهار، كما تفترش الارض بذور محبتها إكراما لهؤلاء الذين عبر جناحيها يكتحل العالم، مبشرا بولادة قمح ًو ربيعات وعصافير، ذلك عبر القش الناحل من فصل الخريف.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم