أقلام ثقافية

دعوة لتغيير أنماط العناوين المتداولة في باب الدراسات والبحوث

akeel alabodلا تستهويني العناوين التي تعود في اصلها الى جذور لاتينية، أواغريقية، او هندية، وما شابه. والسبب يعود الى ان مساحات البحث ستكون محدودة ضمن إطار مفاهيم هذه المصطلحات، وهذا معناه اننا لم نقدم شيئا جديدا للثقافة.

فتداول المصطلحات فيه جذور لغوية، لها علاقة بثقافة المصطلح المستعمل، وتاريخه التداولي. لذلك للامانة العلمية، يترتب على الباحث إيضاح تاريخ اي مصطلح، وكيف اشيع، بضم الألف، لكي يفهم القارئ لغة المقارنة بين أفكار هذا الباحث، اوذاك، وثقافة المصطلح المتداول بفتح الواو، ولكي يتعرف على الجديد. 

ان موضوع الدراسات والبحوث له صلة بباحثين ودارسين ومتخصصين انجزوا بحوثا متعددة في هذا الباب، اوذاك، فالدراسات البوذية مثلا تداولت مصطلح ومفهوم ال "bodhisattva"، والذي يرتبط موضوعه بمبادئ البوذية، والدراسات الهندية تداولت مفهوم "brahma"،  والذي يرتبط بمبادئ Hinduism.*

وكل له آفاق، هذه الافاق لها صلة بمصطلحات فرعية، هذه المصطلحات ترتبط أصلا بمبادئ المدارس المتعددة واختلافاتها الفكرية، وهذا يحتاج الى استقراء تاريخي ايضا.

لذلك فان إصدار اي عنوان، اوبحث اي مسالة، يجب ان تخضع الى ارتباطها بموضوعات عناوينها المختلفة، والمتشعبة وفقا للغاتها الأصلية والهجينة، كالاغريقية مثلا.

 وهذا يفرض على المتصدرين لمناقشة الموضوعات الفلسفية، بحثا لغويا واسعا قبل التداول؛ فمصطلح ميثولوجي، بايولوجي، اركيولوجي، فورمولوجي، ايسكوتولوجي، الخ من المصطلحات التي تم تداولها سابقا وفقا لمدلولاتها اللغوية الخاصة بها، تحدد الباحث بموضوعات تم طرحها سابقا، ولذلك ينتفي الحافز المعرفي لدراسة اي موضوع من هذه الموضوعات في يومنا هذا، باستثناء الدراسات المتخصصة، وهذه تراها لا تعتمد على ما يتم تداوله في هذا الموقع اوذاك، كمصادر للبحث الأكاديمي.

وبيت القصيد، اننا لكي نوصل جسر الثقافة الملتزمة الى محطاته المتنوعة، ولكي نكون منصفين للمادة المعرفية، نحتاج الى ان نتداول مصطلحات لها علاقة بأنماط دراساتنا، مفاهيمنا اللغوية في تداول الموضوعات، مساحات افكارنا، ذلك لكي نعطي القارئ انطباعا بتداول، أوتناول الجديد.

فاستعمال مصطلح الثيولوجي مثلا، له جذور لغوية متعددة، هذه الجذور تفرض على الباحث مساحات فكرية اخرى، غير المساحات المتداولة بناء على ال glossary، حيث ان المتداول في اللغة قد يكون اختلافا في المفاهيم، والموضوعات إنشائها   يخضع أصلا لهذه المفاهيم، وبهذا تتطلب المسؤولية ان نفسر حقيقة هذا الترابط وفقا لمكوناته المختلفة.

وجملة أوملخص ما تقدم، انه في مصطلح الثيولوجي مثلا، يحتاج الباحث الى ان يزاوج بين مفاهيم مختلفة وفقا لثقافته اللغوية العريضة، لصياغة مصطلح جديد له علاقة بالمصطلح المذكور وفقا لأبجديات الاختلاف التاريخي، والثقافي والاجتماعي، والأنثروبولوجي للاديان، وبهذا يمكن لنا ان نصل الى مراتب الثقافات الهائلة التي وصل اليها "تكناهام"، "دالي لاما"، "طاغور"، وغيرهم.

 

عقيل العبود / ساندياكو

................

* راجع الوارد بين الأقواس الصغيرة على ال Wikipedia

 

 

في المثقف اليوم