أقلام ثقافية

الوظيفة النفسية للروح الانسانية

akeel alabodتوطئة: ما هي روح الانسان؟ 

كيان غير مرئي يرتبط مع مكونات النظام العقلي، والحسي، ينمو مع  الزمن، عبر حركة تقابلية، نبضية، تشبه دوران عقارب الساعة، هذه التي تنبض مع القلب، من الأعلى، باتجاه حركة الشمال، الى الأسفل نحو الجنوب، ومن الشرق، الى الغرب، وهكذا نظام الأذينين، والبطينين.

الموضوع:

هذا الكيان قد يتجاذب، اويتقاطع، مع ارادة الانسان، يكبر مع الشعور، يعلن عن حبه لاشياء، وكراهيته لإشياء.

 الموضوعات بالنسبة اليه، جزء من انطباعات سايكولوجية، تستمد قوتها من علاقة الداخل، بالخارج؛ بمعنى ان الداخل يشبه عدسة كاميرا، تلتقط الصورة، وفقا لبرمجة معينة، ويتم تحليل هذه الصورة في المختبر النفسي للروح، ويجري الحكم بقبولها، اي التعايش معها، اورفضها، اي نبذها خارج النفس، وتلك تعد من اهم الوطائف النفسية للروح. 

والتي تعتمد على تقييم العلاقة بين الصورة، التي تنتج في الداخل، وحقيقة هذه الصورة في الخارج؛ يعني ان للصورة في الروح مشهدان: الاول، داخلي، والثاني، خارجي. من هنا تصبح الروح مصنعا لتنسيق وتنظيم الواقع، وفقا لحقيقتها التفاعلية غير المرئية.

هذا المصنع هو المكان الذي بجري فيه التفاعل الحسي، لحركة الأشياء بأكمل صورهِ.

ان هذه الحركة هي منظومة تفاعلية قابلة للتغير، والتطور.  

أما عن حركة هذا التطور، فعليته، جزء من علاقة العقل مع الظواهر المرئية، واللامرئية بناء على العوامل الثلاثة التالية:

-البيئية، وتشمل جيولوجيا الاعاصير والمحيطات،

-الاجتماعية، وتشمل انثروبولوجيا العامل الجيني.

- العامة، وتشمل السياسة، والقانون، والدين، والمعرفة.

المعنى باختصار دقيق، ان البيئة تجعل من الانسان محبا لها اوخائفا، فليس من المنطق ان تجد إنسانا يحب منطقة الاعاصير مثلا، والسبب يعود الى ان الروح تتاثر تأثرا سايكولوجيا بالعوامل الجغرافية، والجيولوجية.

اما بالنسبة الى انثروبولوجيا العامل الحيني، فمما لا شك فيه ان الجينات الوراثية تلعب دورا في خلق الجانب البيولوجي، المرتبط حسيا، بحركة النفس الانسانية، في باب الارتياح، والاضطراب. الاستيناس، والرفض.

كذلك هنالك عوامل عامة لها علاقة بطبيعة روح الانسان من حيث الجانب السايكولوجي، فالإنسان بفطرته يخشى من قيود القانون، الذي يفرض عليه من الخارج، ويتأثر بكل المؤثرات التي تفرض عليه نظاما معينا، كالقانون، والسياسة، والدين، والمعرفة.

الخاتمة:

ان الانسان بطبيعته، وفطرته النفسية، تراه مشغولا في تحقيق ما يحتاج اليه، وحذرا من القوانين التي تفرض عليه قيودا تقيد حركته، كذلك من الضروري الاشارة الى ان النفس بحاجة الى الارتقاء، وهذه مسالة فطرية، يلعب الدين فيها دورا فاعلا بحسب طريقة فهمه وتطبيقه.

 

عقيل العبود / ساندياكو   

 

 

في المثقف اليوم