أقلام ثقافية
أنطونيو أليشو شاعر الشعب البرتغالي
لعبت المحاضرات الدراسية دورا كبيرا في تعرفي على بعض الشخصيات الأدبية المهمة، فمن خلال مساري الدراسي الجامعي تعرفت على شخصيات أدبية مهمة. خاصة في الإجازة مع الأستاذ البرتغالي جواو نوغيرا دا كوشطا، فمن خلال محاضراته تعرفت على الشاعرة فلوربيلا شبنكا، فرناندو بسوا، أنطونيو أليشو، ومحاضرات الأستاذ سعيد بنعبد الواحد، تعرفت على مانويل دا فونسيكا وغونسالوم تافاريش، وكذلك تعرفت من خلال دراستي في الماجستير إلى الشاعر الجورجي شوتا روستافيلي من خلال محاضرة للأستاذة فاتحة الطايب، وكذلك تعرفت على فيلب لوجون من خلال محاضرة الأستاذ محمود عبد الغني.
أعود إلى محاضرة الأستاذ جواو نوغيرا دا كوشطا، ففي إحدى محاضراته منح الطلاب ورقة فيها قصيدة، وإلى جانب القصيدة يوجد رسم بقلم الرصاص لرجل بلغ من الكبر عتيا، يرتدي قبعة، ويبدو على وجهه الحزن و الأسى.
وفي أسفل الورقة يوجد اسم أنطونيو أليشو، حيث بدأ الأستاذ جواو الحديث بدخوله مباشرة في الموضوع بقوله: يعد الشاعر البرتغالي أنطونيو أليشو من أهم الشعراء البرتغاليين، نظرا لحب الشعب البرتغالي له، فهو برتغالي دما وعروقا وهوية، لكن الشعب البرتغالي حينما قرأ له أعجب بقصائده التي أصبحت على لسان كل إنسان.
فأليشو ولد في الجنوب البرتغالي في منطقة اسمها فيا ريال دي سانتز أنطونيو في نهاية القرن التاسع عشر وبالضبط عام 1899. عاش كل ما يخطر على البال، من فقر مدقع و يأس و أفق مسدود، كباقي أقرانه كان يحلم أن يدخل المدرسة ليتعلم فيها، لكن القدر حال دون ذلك، لأن العائلة كانت فقيرة جدا فلم يستطع ولوجها، كان يحلم أن يخلد في الذاكرة البرتغالية، تلك الذاكرة التي تحمل شخصيات مثل أفونسو دي أبوكيرك، ودون دينيش، ولويش فاش دي كامويش.
بالرغم من أن أنطونيو كان أميا، إلا أنه استطاع أن يجد لنفسه مكانا في عالم القراءة، ليحلق بعد ذلك في سماء الإبداع بلا حدود، فنطق الشعر و أبدع فيه، رعى أنطونيو الأغنام وهو صغير رفقة كلب له وعصا يحملها في يده، تعلم أن الرعي له فائدة كبيرة، فقد رأى وسمع الطبيعة الصافية التي تلهم العقل و الإبداع.
وقد امتهن بعد الرعي مهن أخرى من بينها جندي في الخدمة العسكرية التي (كانت مفروضة على أبناء جيله) وعمل أيضا حارسا، فقد سنحت له الفرصة في السفر إلى فرنسا. فكانت لكل مهنة فائدة وتجربة بلورها في الإبداع.
أسلوبه في كتابة الشعر أسلوب بسيط وغير معقد ، ويتميز أيضا بنظرة فلسفية عميقة للأشياء، فهو يستعمل مصطلحات وعبارات قريبة من الإنسان البرتغالي البسيط، ولذلك كسب ودهم وقلوبهم.
توفي أنطونيو أليشو شاعر الشعب البرتغالي بمدينة لولي عن عمر يناهز الخمسين عاما عام 1949. وقد ترك العديد من الأعمال الشعرية نذكر منها على سبيل المثال: ديوان شعري بعنوان "عندما أبدأ الغناء" عام 1943.
أما عن القصيدة التي بين أيدينا" لأن الشعب يقول الحقائق" فالمرجو منكم قراءتها في المنزل، لأن الشعر ليس قراءة عابرة، بل هو إحساس وفهم وتـأثير(من الشاعر إلى القارئ عبر قناة التواصل التي هي القصيدة)
فيصل رشدي، باحث من المغرب