أقلام ثقافية

معنى الاستعانة وعلاقتها بالصلاة

akeel alabodيقول الله سبحانه وتعالى في محكم اياته، واستعينوا بالصبر والصلاة وأنها لكبيرة الا على الخاشعين.

والسؤال ما معنى الاستعانة، هل انها تعني الطريق، اوالوسيلة للانتقال من حالة الى اخرى؛ من اللاتحقق الى التحقق، من اللاصبر الى الصبر، من الهدف الى الغاية، من اللاشئ الى الشئ، من اللاخشوع الى الخشوع، من البعيد الى القريب؟

هنا اذا كان المقصود من ذلك، التقرب الى الله سبحانه من خلال الصلاة، هل هنالك من طريقة لمعرفة ان الاستعانة قد تحققت؟  

وهل هنالك فعل وجودي لإنجاز حالة الانتقال من اللاخشوع الى الخشوع بفعل هذه الوسيلة، وكيف لنا من تهيئة المقدمات الضرورية للتحقق الفعلي لهذا الانتقال؟

وبكلمات اخرى، هل ان الاستعانة هذه، نشاط فيزيائي-جسدي، ام عقلي-حسي، ام الاثنين؟

وهل الاستعانة هذه ملموسة، اوبسؤال اخر، كيف لنا ان نستشعر هذه الاستعانة؟

هنا بحسب المعنى اللغوي الاستعانة من التمسك والتشبث، وهما يحتاجان  الى التسلّح بالشئ، وهذا الشئ المقصود به بحسب الآية المباركة العمل بمكونين؛ الاول هو الصبر، والثاني هو الصلاة؟ هنا من الضروري الإشارة الى انه لماذا قوله سبحانه وتعالى، لكبيرة كان قد ورد، وأنها اي الأستعانة لكبيرة، اي يصعب العمل بها أوتحققها الا من قبل الخاشعين.

والخاشعون هم الذين حققوا اعلى درجات الصبر مرارا بالفعل، وهم الذين حققوا وتوصلوا الى اعلى درجات الاستعانة بالصبر والصلاة، لتحقيق الخشوع.

اذن كلمة وأنها لكبيرة الا على الخاشعين، انما يراد بها تحقيق الصلاة الحقيقية التي لا يتم تحققها الا بأعلى درجات الصبر، وأعلى درجات الصبر هذه،  تمرين فيزيائي عقلي مستمرين.

 

عقيل العبود/ ساندياكو    

 

 

في المثقف اليوم