أقلام ثقافية

الكاتب والروائي المصري مكاوي سعيد صاحب "تغريدة البجعة" يغادر سراً وسط البلد

shaker faredhasan2رحل عن عالمنا يوم السبت الأخير الكاتب والروائي المصري مكاوي سعيد، أحد المبدعين المصريين البارزين الذين شاركوا في الحياة العامة، ولم يكن بعيداً عن الاحداث الوطنية، بل عاش في قلبها وكان شاهداً عليها، ورصدها في كتاباته وأعماله القصصية والروائية .

ولد مكاوي سعيد في القاهرة يوم ٦ تموز العام ١٩٥٦، بدأ رحلته مع الكتابة في أواخر السبعينات حين كان طالباً بكلية التجارة في جامعة القاهرة، فكتب الشعر العامي المحكي والفصيح، متأثراً بصلاح عبد الصبور واحمد عبد المعطي حجازي وبدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي ومحمد الفيتوري .

نشر قصائده في مجلة " صوت الجامعة "، وكان مثابراً بالمشاركة في الندوات الثقافية والشعرية التي كانت تقام في اروقة الجامعة، حتى سمي " شاعر الجامعة " .

ثم تحول لكنابة القصة والرواية وله في هذا المجال عدداً من الأعمال الرائعة منها: "أن تحبك جيهان، فئران السفينة، البهجة تخرم حقائبها، كراسة التحرير، حكايات وأمكنة، وتغريدة البجعة التي رشحت لجائزة البوكير .

وله كتاب " تقنيات وسط البلد " سجل ورصد فيه شخصيات ذات طابع مميز، وتناول تاريخ المقاهي والأماكن المهمة في منطقة وسط البلد .

وكان له ايضاً بكتابة المقالة، ونشر مقالاته العديدة المنوعة في صحيفة " المصري اليوم " .

انتاج مكاوي سعيد بمجموعه شفافاً يعكس الحس المرهف والموهبة الخلاقة، ويتناول هموم الشعب المصري وقضايا المجتمع المصري والعربي، والمشاكل التي تعترضه على المستوى الفردي والجمعي .

وهو كاتب بلا ضجيج، يميل الى البساطة ويجمع الكلمات بأناة وصبر وهدوء ويرسم من الكلمات البسيطة لوحات جميلة صادقة عن الحياة .

أجواء قصصه عادية وأبطال قصصه أناس عاديون من القطاعات الشعبية المصرية، وتركز على المجتمع وظواهر الحياة الشعبية بايجابياتها وسلبياتها .

مات مكاوي سعيد وانسحب من الحياة سراً وبهدوء وبدون ضجيج كحياته، تاركاً سيرة حياتية وثروة أديية ستبقى في تاريخ الثقافة المصرية، فسلاماً لروحه وطيب الله ثراه، وعاشت ذكراه خالدة .

 

شاكر فريد حسن

 

 

في المثقف اليوم