أقلام ثقافية

السورية منال سركيس وهمس من جوف الروح

شاكر فريد حسنمنال سركيس شاعرة سورية من قرية اسمها صدد في محافظة حمص، عاشت وتنقلت بين حمص وحلب والشام. شغفت بالأدب، قرأت الكثير، استهواها الشعر، فحلقت بأجنحة القصيدة، وراحت تكتب الخواطر الشعرية والنثرية الوجدانية مع انتشار مواقع

التواصل الاجتماعي، فتفاعل معها القراء ما شجعها على الاستمرار، وها هي تنشر ما تكتبه في عدد من مواقع الشبكة العنكبوتية، وطموحها أن يكون لديها ديوان شعر مطبوع .

منال سركيس صريحة الى حد الشفافية، تميل الى الومضة الشعرية الخاطفة، تترجم همساتها وتنفث مشاعرها وتفرغ أحاسيسها ومكنوناتها في نصوص مبعثرة تحمل احساسها الدافىء، بلغة واضحة ومفهومة، واسلوب معبر لافت ومكثف جدًا.

انها تكتب عن الحب وبالحب وللحب، وتعبر عن خلجات النفس، ونبض القلب وارتعاشات الروح، وتتميز بمقدرتها على المزج بين الاحساس والفكرة .

نصوصها مركبة، وموضوعاتها مضمخة بالعطر والحب والالم والوجع الذاتي والقلق الوجودي والانساني، وتطغى الرومانسية على كتاباتها، والايمان بالحب دينًا، وهو جوهر رسالة الشعر والأدب.

تقول منال في مقطع شعري تصف فيه الحب، في بوح رهيف:

الحب دهشة دائمة

وابتسامة مسروقة

من شفاه الحزن

هروب من دهاليز الكلام

وارتباك مراهق

حين التعثر ببوح

حبك.

منال سركيس رقيقة الحس، مرهفة المشاعر بيراعها ومدادها، تعنى بانضاج الفكرة، نلمس في خواطرها الرقة والحلم والدفء وصدق المشاعر والخيال المتمثل في الدلالات والاشارات، ولغتها حية نابضة وهادئة.

من أجمل ما قرأت من نصوص منال سركيس "في التباس الحب"، وهو نص رقيق وجميل وعذب مشرق بالمشاعر الانسانية، مترع بالدفء والاشراق والجمال الفني، يجتمع فيه الالم والقسوة والأسى والشجن والغربة والأمل، فلنسمها تقول:

لم أبلغ بعد عمر القناع

لأعرف كيف أبقيك

ما زلت ألوح بحزنيالوفي

خوف اختناقي

وما زلت تتقن صمتك

ويتقن الحب

موته البطيء في اللامبالاة

أنت عمر الهواء في الأنفاس

وأنا بضع حروف في شفتيك

غريبة عنك

كغربة الحب في قبلة يهوذا

قريب

كقرب الصلب في جسد المسيح

أكمل بالموت

مراسم الدين الجديد

منال سركيس قادرة على رسم اللوحات، وترجمة المشاعر، والتعبير عن ثورة القلب بما يحويه من حب وغضب وفرح وألم وحزن. ويمكننا القول أن نصوصها هي ترنيمات عشق وهمسات من جوف الروح.

منال سركيس تحمل صليبها على صهوة الشعر وتواصل الجلجلة، بعد أن رسخت أقدامها في المشهد الشعري النسوي السوري الحديث، ولكن عليها انضاج تجربتها، وتجديد خطابها وأفكارها وموضوعاتها، والعمل أكثر على موسيقى نصوصها.

فللصديقة الشاعرة منال سركيس خالص التحيات والتمنيات لها بالمزيد من العطاء والابداع المتجدد، والى أمام.

 

بقلم: شاكر فريد حسن

 

 

في المثقف اليوم