أقلام ثقافية

فريزة العطية صوت شعري من ربوع الشام

شاكر فريد حسنفريزة عوض العطية صوت شعري دافىء وواعد مفعم بالحب والانسانية، يأتينا من ربوع الشام، من سورية الحبيبة، ويحمل عبقًا خاصًا وجمالية شعرية، مشبعًا بالايحاءات، في صياغة العبارة وتركيب جمل النص، ومن رومانتيكية اللغة، ورومانسية البوح والتعبير. وتسحرنا بمضامينها وصورها ولغتها المنسابة، التي تقنعنا أن اللغة ليست وسيلة فقط.

فريزة العطية تنتمي الى قصيدة النثر، وجل قصائدها ذات اتجاه عاطفي، ولا تخلو من الروح الوطنية. وتتمحور حول قضايا وجدانية وعاطفية وانسانية، تعكس وتجسد مشاعرها الذاتية الدفينة وأحاسيسها الصادقة المتأججة في قلبها ونفسها.

ونصوصها نثرية باسلوب شعري شائق يخلو من الديباجة اللغوية الفارغة، تتوهج فيها اللغة.

فريدة العطية اقتحمت عالم الشعر منذ سنوات، ونشرت نتاجها في عدد من مواقع الشبكة العنكبوتية، وعلى صفحتها الخاصة في الفيسبوك، وصدر لها في العام الماضي ٢٠١٧، عن منشورات دار فلستينا/ الشجرة، مجموعة شعرية حملت عنوان " كلنا من ورق ".

تحمل قصائد فريزة العطية المعاني الوجدانية والعاطفية والانسانية، ويطغى عليها الصوت الانثوي الناعم اللطيف، وتحاكي الحب والجمال والحياة والواقع والطبيعة الخضراء الساحرة والكون والمطر والوطن الذبيح.

تمتاز بجيشان العاطفة، والاحساس المرهف، والعفوية الجميلة، والبوح الشفاف، والشحنات العاطفية الملتهبة المتشظية، فضلًا عن البساطة الآسرة، وسهولة الألفاظ، وعذوبة الكلمات، واللغة الحية الرشيقة المتدفقة. فلنسمعها في هذا النص المكثف المعنون " برق ولا مطر "تقول:

ما حال برقك؟

مر " وميضا " قي سمائي واختفى ...

فلا تهاطل على الروح قطرة

ولا نادم كؤوس القلب واحتفى

وهذا الغدير الذي

هيأت لك ضفافه

عكر الغياب ماءه وما صفا

حتى العناق اليتيم الذي ضمنا

ما ارتوى منه العليل ولا شفى

فما أقول لنصل الأشواق يلكؤني

وكلما أغمدته

استله الحنين

دمعة " على الهدب طفا

سأنكر قلبي ثلاثا "

وقبل صباح الفجر

إن سعى اليك ولو طوافا " وهفا

فريزة العطية شاعرة تحلق باجنحتها وتعبر بنا الى فضاءات لا حدود لها، وتخترق عوالمنا ووجداننا بالنص الرهيف والحلم الذي يدغدغ أحلامنا، وتأسرنا باحساسها الدافىء النابض بالحياة، المتدفق شلالات من نغم الروح وارتعاشات الوجدان، والخيال الخصب، والرؤى الحالمة، والصور الشعرية الأخاذة.

فأجمل التحيات لشاعرتنا السورية النامية التي وضعت قدميها في واحة الشعر، وتمنياتي لها بمستقبل شعري واعد، ومزيدًا من العطاء والتألق، والى الأمام.

 

بقلم: شاكر فريد حسن

 

في المثقف اليوم