أقلام ثقافية

وتحيتهم فيها سلام..

التحية: مصدرها حياه، يحييه، تحية ومعناها في اللغة الدعاء بالحياة..

وهناك طرق كثيرة لاداء التحية تعتمد على اسلوب الانسان بادائها ومورثه الثقافي والاجتماعي.

ولعل افضل انواع التحايا (السلام) والسلام والتحية وجهان لعملة واحدة لانهما يعطيان نفس المعنى فالسلام والسلامة يعنيان البراءة من الافات والعيوب للبقاء احياء..

قال تعالى"واذا حييتم بتحية فحييوا باحسن منها او ردوها"..النساء86

لذا فقد خصنا الله سبحانه وتعالى باحد اسماءه الحسنى وهو السلام والذي يعني الامان والسكينة والطمانينة والصلح بين الناس من اجل اقامة مجتمع يتحلى باعلى قيم الفضيلة والانسانية الاوهو السلام،فكانت تحية الاسلام (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)

ولم يستثن الله احدا من عباده الا وخصه بالسلام سواء كان مسلما ام غير مسلم،فهاهو سبحانه وتعالى يخص انبياءه بالسلام

"لقد جاءت رسلنا ابراهيم بالبشرى قالوا سلاما"..هود 69

"سلام على نوح في العالمين"..الصافات79

"وسلام عليَّه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيّا"..مريم15

"والسلام عليَّ يوم ولدت ويوم اموت ويوم ابعثُ حيّا"..مريم33

ومن الواضح من الامثلة اعلاه ان الله خص جميع عباده بالسلام عن طريق انبياءه الذين بعثهم بالحق،وبالنسبة للاية15 من سورة مريم تخص النبي يحيى ابن سيدنا زكريا عليهما السلام ،اما الاية33 من نفس السورة فهي تخص نبي الله عيسى عليه السلام..

ومع ورود كلمة السلام في مواضع عديدة بالقران الكريم فقد اقتبست بعض منها على سبيل المثال..

"سلام هي حتى مطلع الفجر"..القدر5هذه الليلة العظيمة التي شرفنا الله بنزول القران فيها وفضلها على سائر الليالي لما فيها من بركات وخيرات لقد خصها الله بالسلام حتى مطلع الفجر..

"اذ دخلوا عليه فقالوا سلاما"..الذاريات25

"الا قيلا سلاما "الواقعة26

"واذاخاطبهم الجاهلون قالوا سلاما"..الفرقان63

ولقد خصنا الله بالسلام ليكون امتيازا لهذه الامة واشاعته واجبة على ابناءها لترسيخ القيم الالهية وغرسها في نفوس البشرية وتلك سمة تمثل قيمة عميقة في حياة كل انسان قد انار الله بصره وبصيرته بنعمة السلام ليهنأ بالحياة الحرة الكريمة،قال تعالى"سلام قولا من رب رحيم"يس25

اذا تاملنا هذه الاية الكريمة سنجد ان الله سبحانه وتعالى بنفسه يتلو علينا السلام لما له من وقع كبير في نفس الانسان اولا وعليه يعتمد استقرار المجتمع ثانيا..

وتختلف التحية من شخص لاخر حسب المجتمعات والموروث الاجتماعي والثقافي لكنها تحظى باهمية كبيرة بل وتعتبر سنة متبعة قال رسولنا الكريم"افشوا السلام" باشارة واضحة لاهمية الامر الذي يجب ان نحرص على اداءه بطريقة راقية تترك انطباعا في نفس المتلقي،هذا والتحية  والسلام اما ان يكونا عامين ويطغى عليهما الطابع الرسمي اذ تستخدم في اماكن العمل او الاماكن العامة او يكونا خاصين وهذه تستخدم بين الاهل والمعارف،لذا علينا ان نحرص على ان تكون تحيتنا مناسبة في جميع الاوقات..

 

مريم لطفي

 

في المثقف اليوم