أقلام ثقافية

صقِلِّية تحتفي بالقصيدة واللوحة العربية

احمد الشيخاويشهدت جزيرة صقلية الإيطالية، مؤخرا، محفلا ثقافيا فنيا وشعريا، أسهمت في تلوين فصوله، العديد من الفعاليات، من بلدان مختلفة، مكّنت لأصوات متميّزة من التغريد باسم التشكيل والشعر، على نحو خاص.

سجّلت تونس حضورها اللافت، عبر هذا الملتقى الدولي الهام، ممثّلة بالفنانة التشكيلة والشاعرة التونسية الجميلة، سماح بني دواد، هذه الأخيرة التي شرّفت وطنها وعبره المشهد الثقافي العربي كاملا، بقراءات رصينة ومدهشة اقتطفتها من منجزها الشعري المعنون" نار عطبها ثلج" والذي لاقى اهتماما واستحسانا من لدن النقاد، وفي سائر الأوساط الثقافية، وطنيا وقطريا.

أضافت إليه من وحي انشغالاتها بفن التشكيل، لمسة أنثوية ساحرة، نكّهت التظاهرة وأثرت متونها، عنوانا ومضمونا.

بحيث شاركت بلوحة تحت عتبة" نصف تائه" وما تتدبّج به من دلالات وضمنية تباهي به لغة الصورة مدغدغة بخطاب الألوان، وهي تختزل جملة من القضايا والمشاكل الموسوم بها جيل الحداثة، باعتماده جنس النوفيلا الإبداعية في مختلف الأشكال والأنماط التعبيرية.

تقول المبدعة التونسية سماح بني داود أنها رسمت هذه اللوحة، ميدانيا، وفي زمن قياسي لم يتعدّ النصف ساعة، اشتغلت فيها وعلى غير المعتاد منها في السالف من تجارب فنية، على "الأكريليك" والألوان الزيتية، ما منح اللوحة تشبّعا بمادة معجون الأسنان، القهوة، الكركم كملوّن أصفر، فأدهشت عشاقها بأسلوبية محرّضة على زخم من التساؤلات حول كهذه تقنية، محيلة على فيض من أسرار عوالم التشكيل إذا يقارب في ما يُستلهم منه ويفيده، عالمية الرّسالة وشموليتها، برغم أنه، أي هذا الضرب من الفن، من العدم أو اللاشيء.

تجدر الإشارة إلى أنه وبعد هذا النجاح الذي حققه حضور الثقافة العربية، من خلال مشاركة دولة تونس، في شخص الفنانة والشاعرة سماح بني داود، تم اعتماد كمّ لا بأس به من نسخ إصدارها الباكورة " نار ثلجها حطب"، لدى مكتبة القضاة بمدينة "سيراكوزا" الإيطالية، مع العمل على ترجمة المنجز إلى اللغتين الإيطالية والفرنسية.

 

احمد الشيخاوي - شاعر وكاتب مغربي

 

في المثقف اليوم