أقلام ثقافية

الشعر والحياة ومجاملة النُقّاد

علي المرهجالشعر حياة، فلا مجاملة في الشعر حينما يكون كلاماً، فجميل الحياة حينما تكون شعراً كل الجمال فيه!!.

الشعر اكتناز وتكثيف لصورة عن حياة وسعها الألم. الشعر لا توصيف فيه بقدر ما فيه من تعبير عن حياة نوجزها بجملة، والجملة الشعرية تكثيف وعبور على المعنى بما يفوق الوصف بكلام مُرسل..

الشاعر الشاعر هو من يُتقن صياغة الكلام المبعثر ليجعلة حلقة ارتابط بين حبيبين، أو عُقد لؤلؤ في عنق فتاة يتابهى الجمال ويفتتن العقد لأنه معقود في جبينها.

الشاعر يكتب قصيدة معاناة، ويكتب بعد حين قصيدة حُبّ. المعاناة والمحبة ضدان لا يلتقيان ولكن وجودهما في قصيدة شاعر يعي الحياة ومكانة القصيدة وشغف الحبيب والمبغض للمحبة تكوين وتشكيل لمعنى التضاد لخلق حياة أجلى فيها من العشق والتوق بقدر ما فيها من الصدّ والردّ..

دع الحياة واكتب قصيدة، أو دّع القصيدة ودوّن حياة، القصيدة تدوين مكثف واختزال لغوي لحياة، وعبور لتجليات المعنى في (مُخيلة) الشاعر الشاعر..

الكلام يبقى كلاماً وإن ادعى صاحبه أن كلامه شعر.

الشعر لا تدوين لتاريخ تواتر فيه، بقدر ما فيه من تعبير عن فرحة اللقاء، ولظى الشوق حين التلاقي..

الشعر حالة شعورية وتعبير عن تجربة فردية لشاعر يرى الوجود والحياة والحُب بحسب تجليات اللغة وتساميها ساعة الشغف، ووفق انتكاس نفسيته وكسر خاطره ساعة النحس..

لأعود للنُقّاد الذين وجدتهم يرفعون شأن نص شعري لا قيمة جمالية فيه سوى أن من كتب النص صديق لهم، ولربما يستهفون بنص شعري آهر لشاعر لا يعرفونه أو هو ليس بصديق لهم.

أخواني النُقّاد سمعت من قبل أن (الشعراء يتبعهم الغاوون)، ولكنني لا أعرف أن النُقّاد هم في ذات الوادي هائمون..

وبعد اطلاع في عوالم التواصل الاجتماعي وجدت نُقّاداً يمتدحون أصدقاء لهم - حسب ظني - هن ليسوا بشعراء، ولكنهم يمتدحونهم لأنهم اصدقاء.

أخواني النقد لا يعني (امدحني وأمدحك)!!..، فبهذه الحال لا نجد وجوداً لشعراء شباب...

لست بشاعر ولا أنا بناقد، ولكنني وجدت حال أغلب الذين عرفتهم شعراء ونُقّاداً يكتبون عن بعضهم والصحف متاحة لهم ولا مكان للجديد بينهم..

ما هكذا تورد الإبل يا شعراء ويا نُقّاد..

 

ا. د. علي المرهج

 

في المثقف اليوم