أقلام ثقافية

أهمية الثقافة في العمل السياسي

حكمت مهدي جباركتب الكثير ممن يهتمون بالشأن السياسي والثقافي حول أهمية الثقافة والتثقيف لمن يخوض في عالم السياسة. حيث انتشرت المئات من المقالات في الصحف المحلية وفي المواقع الألكترونية مؤكدة على ضرورة أن من الواجب الملح أن يكون السياسي مثقفا بما تتصف به الثقافة من خصال تنور الوعي وتفتح العقول.

صحيح أنه لا يوجد من يجهل دور الثقافة في تطوير الوعي السياسي ومن ثم تغيير المجتمع وبناء الدولة بما تتضمنه من اداء حكومي ومجتمعي عموما، ولا نظن أن هناك من يجهل هذا الدور للثقافة والوعي لاسيما الطبقة النخبوية اذا جاز وصفها بالطبقة، ونعني هنا النخب كافة، السياسية الاقتصادية الاجتماعية والقانونية والدينية وسوى ذلك من المجالات العملية الاخرى.

نحن لا نقول أن الثقافة أهم من السياسة ولا السياسة أهم من الثقافة. أو هل الثقافة تتفوق على الاقتصاد والتخطيط لبناء الدولة أما العكس هو الصحيح، فالنتيجة من حيث الأهمية سوف تكون لصالح السياسة والاقتصاد، وربما تكون الثقافة في أسفل قائمة الأهمية، وقد نحصل على النتائج نفسها اذا ما قمنا بتوجيه السؤال الى النخب السياسية والاقتصادية وغيرها.

ثم لماذا ينظر بعض السياسيين الى المثقف على دور ثانويا وكماليا. وربما وصل ببعض السياسيين ليعتبروا المثقف ذيلا لهم. أو انه بلا تأثير يُذكر في مجال البناء المجتمعي او السياسي وحتى الاقتصادي، فالسياسي العامل في حقل السياسة لا ينظر للثقافة على أنها صاحبة الشأن الفاعل في مجال تطوير المجتمع، وقد ينطبق هذا الرأي على الخبير الاقتصادي او عالم الاجتماع او حتى بعض المفكرين، هناك من هذه الطبقة من لا يعبأ بالدور الكبير للثقافة في بناء الدولة والمجتمع.

أننا ندعوا الى جعل الثقافة حاضرة في الفعل السياسي، بل حاضرة وموجهة لجميع مجالات الحياة الاخرى كالتعليم والصحة والأمن وما شابه، فلا خير في سياسي نصف مثقف او عديم الثقافة، وكيف يمكن أن نحصل على كادر سياسي جيد من دون ان يكون كادرا واعيا مثقفا؟؟.

وهكذا مطلوب أن تأخذ الثقافة دورها في مجالات الحياة كافة ليس بالقول فقط، بل بالدعم الفعلي لها والاهتمام الحقيقي بها من لدن الساسة وجميع النخب الفاعلة في الدولة والمجتمع.

 

حكمت مهدي جبار

 

في المثقف اليوم