أقلام ثقافية

صحيفة المثقف والإستقطابية العالية للعقول المنوَّرة!!

صادق السامرائيمبروك لصحيفة المثقف الغراء هذه القدرة المتميزة على إستقطاب العقول الثقافية المعرفية المنورة من جميع التخصصات والإهتمامات، مما يدل على نجاحها الفائق وقابليتها على إستيعاب الإرادة الإنسانية المتمثلة بتعبيراتها المتنوعة.

هذا الإنصباب الفكري المتدفق في وعاء صحيفة المثقف ليعطي مثالا حيا وواقعيا على قدرة الأمة على أن تنصهر طاقاتها في وعاء كينونة حضارية أصيلة، وقد تحقق ذلك في مسيراتها عبر العصور ووفقا لمنطلقات الأجيال وهمتها في التعبير الأمثل عن ذاتها المتفاعلة المنطلقة نحو العلاء.

ووفقا لذلك فأن صحيفة المثقف أصبحت أمام مسؤولية كبيرة في إيجاد الكيفيات والآليات التي تحقق الإستثمار التنويري لهذه الطاقات المعرفية المتوافدة إلى صفحاتها، بعد أن ذاع صيتها وترسخت قيمها ومعانيها الإنسانية ورفعت رايات التسامح والألفة الإنسانية السامية.

فهل ستتمكن من صناعة التيار الثقافي القادر على التأثير والتغيير؟

فالأمة بحاجة إلى تيار ثقافي فاعل في الواقع ومؤثر بمسيرة الأجيال لكي تمتلك الحصانة الكافية، التي توقيها من أوبئة التضليل والتغرير والخداع العاصفة بأرجاء الحياة، التي تحولت إلى مزادات تجارية لذوي التطلعات المغرضة والعاهات النفسية والسلوكية الخطيرة.

فلا يمكن للحياة أن تتطور وترتقي إلى عصرها دون تيار ثقافي معرفي متفاعل مع مفرداتها اليومية، ومتمكن من تنوير العقول وتهذيب النفس والإرتقاء بالسلوك إلى مديات أخلاقية تستطيع أن تحافظ على توازن الخطوات الإيجابية ووضع الأسس الحكيمة لبناء عقلاني منير.

ويبدو أن صحيفة المثقف قد إمتلكت الأهلية والمهارة الإعلامية والقدرة التأثيرية على صناعة التيار الثقافي، الذي يرفد العقول بما ينيرها ويزيل عنها غشاوات الضلال والبهتان، ويمكنها من رؤية مواضع خطواتها وإستحضار مستقبلها.

وربما لا يعرف قيمة هذا الإنجاز الحضاري الفياض غير رئيس تحريرها، الذي إنطلق بها برعما يحلم بالمروج والبساتين ذات الأشجار المثمرة المعطاء، فكانت بالجد والإجتهاد والمثابرة والتواصل والإصرار والتصميم على التحقق والنماء والإزدهار، فكانت مثلما ترعرعت في الخيال والضمير والوجدان.

ويا حبذا لو تكون المقالات المنشورة فيها لم تنشر في مواقع أو صحف أخرى، فما يسود أن بعض المقالات المنشورة فيها تجدها قد نشرت في أكثر من موقع آخر قبلها، وهذا يُفقد الصحيفة خصوصيتها وقيمتها الثقافية.

كما نأمل أن تكون التعليقات ذات إسهامات ثقافية وتنويرية لا للمجاملة وحسب.

مع التقدير لهذا الصرح الثقافي الفياض، وتمنياتنا لرئيس تحريرها بدوام العافية وتمام الصحة ومديد العمر، لكي تبلغ رسالة المثقف هدفها وتتواصل مع الأجيال.

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم