أقلام ثقافية

أفروديت بين أحضان الخيال

منى فتحي حامدمنذ أعوام وعصور، أزمنة وعقود، تتهافت على صدورنا من نفحات ربيع، تداعب ملامحنا بعطور ورياحين من نرجسيات الأمل والتفاؤل بالمِسك وأريج المُغرمين، يقدمونها إلينا فى كؤوس مُزخرفة، منقوشة عليها صور المحبة بين نابليون وچوزفين،كانت تنجذب أعيُّننا نحو همساتهُما ..

فنتساءل: ألن ننجذب إلى ما بداخل الكأس من عصير الليمون؟

ثم ننتظر وتتطاير كلمات ألسنتنا عن سردٍ ميمون، فجأة تتوالى بأفئدتنا نبضات الأشواق والحنين،

ومتى نُصبِح مثلهم ولِلهوى نكون ..

آه يا عقول دُنيَّوية طغت عليها آدميّة وطغيان فرعون، ألباب تناسَت المشاعر والأحلام ورومانسية بلقيس، تباعدت كثيراً عن مثاليات الحق والخير، والجمال فى ابتسامة أفروديت، أذهان تهدف إلى صراع الأجيال مع البقاء للأصلح مع التغيير.

فالسؤال مطروحاً لنفسي الآن:

أنا وذاتي، أين حياتي مع كل تلك الرياح والأعاصير، وخيَّالاتي غارقةً فى جُبِ آبار وعيون، كيف أتعايش مع غياب الرومانسية ورحيل روح الانسانية وهجر الضمير، فَأنا انسانة راجية الهدوء ومن طيبات النخيل مذاق وإكسير، أريكة ديّاري وسط أنهار وبساتين، وجيراني من فراشات وكروان وعندليب، مضجعي سندس من ريش نعام وعطر الياسمين..

ها أنا هنا حُلمي الحياة والعشق والدفء بين روميو وچولييت.

ليت الهمسات تلامس أيديهم، تداعب آذانهم، تحلق بسمائهم، تعانق دروبهم، تُذكرهم بغراميات أزمنة ونغم، تُتَوجَهم بِأساطير السندباد والعشق، فهل كانت أفروديت عاشقة للسندباد،لاااا

حقاً أفروديت من وحيّ الخيال.

 

د. منى فتحى حامد

 

في المثقف اليوم