أقلام ثقافية

مسلسل النهاية (4)

اميرة مصطفى محمودتبدأ الحلقة بمشهد غير متوقع ومثير للجدل في آن ما بين البطل زين وقائد القوة التي اتضح أنها مسالمة وليست أمنية اعتقالية. والمثير للجدل هنا والذي ربما يستنكره البعض ويؤيده البعض الآخر، هو ذلك الحوار الشخصي إلى حد كبير الذي دار بينهما وكيف أنه أُجري ببساطة على مسمع الموظفين والعاملين بالمكان. فبالطبع لن يصرفنا الزووم المُركّز على الرجلين، عن أن المشهد فعليا يوجد بخلفيته أشخاص آخرون هم العاملون وعلى رأسهم موظف الاستقبال خاصة، وأن ذاك القائد الصديق كان ابتدأ حديثه موجها أسئلة لزين موليا له ظهره إذ كان لا يزال على وقفته قبالة موظف الاستقبال ولذا يبدو ذلك التصرف غير احترازي. ولا أتفهم رؤية المخرج كونه مثلا لم يشأ أن يؤجل ذلك الحوار حتى ذهابهما من المكان العام بعد أن يدبر خدعة اعتقال زين، بشكل رسمي، بتهمة التزوير تلك ولا أظنه بطبيعته كان سيقاوم أو يهرب!

وجدير بالملاحظة اللهجة المختلفة لذلك القائد الصديق ولا أعرف إن كانت ذات مغزى أم لا!

كما أن الدورون الخاص بهم اتضح أنه داخليا أكثر فخامة من نظيره الأمني سابق الذكر مما يؤكد على صحة الملاحظة الأولى الخاصة به مما يضع احتمالية أن يكون التصميم السابق مقصودا، وبشكل عام فإن الديكور الخاص بالواحة تلك وتصميمها يعكسان مستوى لائق من التقنية المتوقعة بهكذا عصر.

ويبدو سير الأحداث منطقيا بما فيها موقف زين وإصراره الطويل على رفض التعامل معهم حتى يطمئن على زوجته وابنه، وأيضا التفاصيل الفجائية بخصوص تنويم زين الطويل لمدة أسبوع لأجل دراسة وتحليل مكعب الطاقة اختراعه وإن كان المؤلف اعتمد على عنصر الصدفة أو الحظ في ذلك على ما يبدو وإلا ماذا كان ليحدث لو أن هذا المكعب لم يكن موجودا معه بالصدفة وقتما جاؤوا به، ومن قبلها ماذا كان ليحدث أيضا بخصوص مسألة نفاد الطاقة بالمستشفى لحظة وصوله هناك بزوجته!

وأما عن أداء شخصيات الواحة بالأخص المهندس شاكر وماجيد، فكان أداءً متقنا جادا على اختلاف طبيعتي الشخصيتين. كما أن الحوار ما بين زين والمهندس شاكر كان مميزا وأبرز غرضا من المنطقية والأهمية والخطورة، ما يجعله سببا وافيا لتتبعهم ومن ثم خطفهم المقَنَّع لمهندس طاقة مخترع بارع من شركة منافسة، ومن ثم سببا حيويا أو نقلة بحد ذاتها في تطور الحبكة!

وأخيرا نظل على إعجابنا بالأداء الآلي المدهش للفنان يوسف الشريف العاطفي المُعبّر والجامد بتعبيرات الوجه في نفس الوقت والذي يعطي انطباعا وانعكاسا آليا مقبولا إلى حد كبير. لكني تفاجأت في نهاية الحلقة، بالسرعة التي تم بها اكتشاف الروبوت أو بمعنى أدق خروجه عن حيز صباح المكاني الآمن وهذا إن دل على شيء فإنما يؤكد على زخم الأحداث وكثافة التفاصيل بالعمل.. الأمر الذي لم يضطر المخرج إلى الوقوف كثيرا عند تلك المرحلة من باب التطويل في المشاهد. وإن كنت كمشاهد وددت لو كان ثمة بعض مشاهد إضافية أخرى بينهما ربما تعاطفا مع شخصية صباح أو ربما كهدنة أو فاصل قصير من العاطفية والهدوء نلتقط فيه أنفاسنا كمشاهدين من صخب الكر والفر والإيقاع السريع للشر! 

 

أميرة مصطفى محمود

 

في المثقف اليوم