أقلام ثقافية

مجيد وما يُجيد.. وأطراف حديثٍ جديد!!

صادق السامرائيأكتب عن مجيد، لأننا نعرف بعضنا منذ الصبا، ومن الوفاء أن أفتخر به وأعتز بما أنجَزه تحت الأضواء.

فالسنوات التي قضيناها في سامراء تقترن صورته عندي بالرسم، وكنتُ من المعجبين برسوماته، وأحاول أن أتعلم منه.

فهو صاحب موهبة فنية لا تُضاهى، وأرى فيه صورة الرسام العالمي، وحسبته سيذهب إلى روما لدراسة الرسم، وينطلق من هناك في مشوار النجومية العالمية.

مجيد الرسام الموهوب الذي يفتن بلوحاته الألباب والقلوب، عندما بحثت عن رسوماته، وجدته في أطراف حديث يغيب ويذوب!!

مجيد الشاب المكافح الودود الهادئ المتأمل الغارق في دنيا الخيال، أراه اليوم يجيد التعبير عن إرادة معرفية وهّاجة ذات أثر وإقتدار، وكأني به وأنا أتابع أطراف حديثه يحاول رسم لوحته بالكلمات، التي تتوارد إليه  لحظة التعبير عن الصورة الذهنية الفكرية المتوامضة في خياله.

هذا التفاعل الفني وإجادة الحوار المتميز يصفونه بالتلقائية أو العفوية، وهو إجتهاد لرسم لوحة بألوان الكلمات وريشة رسام بارع.

وأحيانا ينزعج، لأن ضيفه لا يستطيع المشاركة برسم تلك اللوحة المتخيلة عن الحلقة في مواضيعها المتنوعة.

فكل حلقة أشاهدها أجدني أتابع رساما منهمكا برسم لوحته الجميلة المؤثرة في النفوس، بكلمات من مَعين لغة الضاد الثرية بجمان المفردات، وأنغام العبارات.

وعندما يختم بسؤال كيف رأيتَ الدنيا، فأنه يضع الإطار للوحته التي أبدعها في أقل من ساعة.

وهو يمثل العصامية بمعانيها، وما تستدعيه من توثب وإصرار ومواصلة وجد وإجتهاد، وثقة بالنفس وإقدام.

بدأ ينشر مبكرا، وكان له عمود في جريدة الجمهورية "مقعد أمام الشاشة الصغيرة "، وأظنه كان يكتب في مجلة ألف باء والمزمار، كما أنه عمل في الإذاعة والتلفزيون، وقدّم برامج متنوعة  (قطار العمر، حوار بلا أسوار، شيئ ما، على هامش الذاكرة) وغيرها.

وصديقنا أبو الهدى يسميه "قيصر الشاشة"، فهو المذيع الصحفي الكاتب الإعلامي الفنان.

وبين مجيد الذي كنت أعرفه، ومجيد الذي صرت لا أعرفه، إمتداد زمني تراكمي يزدحم بالتحديات  والجد والمثابرة والتأكيد على أن نكون!!

تحية أخوية إنسانية بارقة من القلب إلى أخي د.مجيد السامرائي، مع التمنيات  بالتألق الساطع ودوام النجاح والسؤدد!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم