أقلام ثقافية

النص والزمن!!

صادق السامرائيربما نتساءل هل للنص الإبداعي عمر معين، أو هل لديه قدرة على مقاومة التعرية الزمنية، ويستطيع الحياة أطول من صاحبه؟

لابد من النظر في الموضوع للتعرف على مميزات النص المتحدي لطاحونة الدوران والكائن في قلب البؤرة المعدومة الزمن.

نشرتُ نصا كان منشورا قبل ربع قرن، وقد لاقى صدى في حينه وردود أفعال متنوعة، فانهالت على المجلة التي نشرته الرسائل من عدد من القراء في الدول العربية، لكنه لم يكن له ذاك الصدى اليوم.

فالزمن يؤثر في الذائقة المعرفية ويجعلك تتيقن بأن لكل وقت أفكاره ومقومات إبداعه ومفردات نصوصه المتوافقة معه.

عندما أقرأ كتبا كنتُ قد قرأتها في مرحلة الصبا وشغفت بها، أجدها بلا قيمة معرفية ولا أتمتع بها، كأنّ أسلوبها قد تغير وما فيها لا يضيف شيئا جديدا.

وعندما أتصفح دواوين شعر من القرن الماضي، أحسب بعضها وكأنها غريبة تماما عن القرن الحادي والعشرين، بلغتها وتصوراتها وما تطرحه من أفكار ومفاهيم.

وهذه الملاحظات الفردية تثير أسئلة، وتتطلب أجوبة.

فكيف يصمد النص الإبداعي؟

وما هو النص القادر على إختراق الزمان والمكان؟

وفي هذا القرن المتسارع الخطى،  الشديد التبدلات، والعاصف بالمستجدات، يبدو النص الإبداعي وكأنه ما أن يولد حتى ينطفئ أو يطويه بئر النسيان، أي أن الإبداع صار ومضيا (من الوميض)، مما يعني أن المبدعين يومضون وحسب في دجى الوعي الذي يعاصرونه، ومن الصعب أن يتحول الوميض إلى برق أو ينتقل إلى الإشراق.

فالواقع الذي سيكون توامضي، متدفق بالأمواج الهادرة التي تعلو وتغيب وتدوسها سنابك أمواج وأمواج، فلا توجد فسحة من الوقت لرؤية موجة مادام التيار يتدفق.

وهذا الواقع التفاعلي الجديد ينطبق على جميع عناصر ومفردات الحياة المتسارعة في خطوها الوثاب إلى تحطيم جدران آفاقٍ وآفاق.

فهل أن الإبداع يذهب مع الريح؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم