أقلام ثقافية

بن عبد القدوس وعَلامَ تقتلني!!

صادق السامرائيأبو الفضل البصري، صالح بن عبد القدوس بن عبدالله بن عبد القدوس الأزدي الجذامي.

ويصعب تحديد عمره وتأريخ ميلاده، يذكر أنه فقد بصره، وقتله المهدي بعد ذلك عام 179 هجري بتهمة الزندقة.

كان حكيما متكلما يعظ الناس في البصرة، إشتهر بشعر الحكمة والأمثال والمواعظ، وتميز ىشعره بالتشاؤمية، ويدور حول الترهيب من الدنيا وأحوالها، والزهد والعيش والتقتير في المعيشة، والحث على التقوى والصبر والمجاهدة، ومحاسبة النفس وردعها، ويتصف بقوة وجزالة الألفاظ وجمال التعبير وروعة التصوير وغيرها.

وقيل فيه: " كان شعره حِكَم وأمثال"

"كانت تلك التهمة في زمنه وسيلة للإيقاع والإتهام"

يروي إبن القارح في رسالته لأبي العلاء المعري، أن المهدي أحضر صالح بن عبد القدوس وأحضر النطع والسيّاف.

فقال صالح: عَلامَ تقتلني، فأخذ غفلته السيّاف، وإذا برأسه يتدهدأ على النطع!!

من أشعاره:

"لا يبلغ الأعداء من جاهل... ما يبلغ الجاهل من نفسه، والشيخ لا يترك أخلافه...حتى يوارى في قرى رمسه، إذا إرعوى عاد لجهله... كذب الضنى عاد إلى نكسه".

وله أيضا:

"أنست بوحدتي ولزمت بيتي...فتم الصفو ونما السرور، فأدبني الزمان فليت أني...هُجرت فلا أزار ولا أزور، فليس بسائل ما عشتُ سوما...أقام الجند أم نزل الأمير".

وتنسب إليه القصيدة الزينبية، التي مطلعها:

"صرمت حبالك بعد وصلك زينب...والدهر فيه تصرّم وتقلّب، نشرت ذوائبها التي تزهو بها ...سوداء ورأسك كالثغامة أشيب، واستنفرت لما رأتك وطالما...كانت تحن إلى لقاك وترغب".

وقصته تشير إلى أن لكل عصر قميص، والزندقة فرية تم قتل المئات من الأعلام بموجبها، بعد أن تتحقق الوشاية بهم من قبل زملائهم لغيرة وحسد ومنافسة على الجاه والعطايا، ومعظم الرموز الذين قتلوا في الأمة بسبب الوشاة من زملائهم الذين حرضوا السلطان أو الخليفة على قتلهم، وعندما نقرأ في كتب التأريخ نبرئهم ونتهم غيرهم بقتلهم.

وقميص خلق القرآن قتل المئات من الأبرياء، وفي عصرنا الفتاك صار قميص الإرهاب هو الذي يبيح القتل الشديد والمبيد للبلاد والعباد.

نعم إنهم الوشاة المتسولون حول الكراسي المتطفلون على عطاياها، والغادرون ببعضهم من أجل عيشهم الذليل.

والذين يغذون جشع الكرسي ويحققون نوازع ما فيه من السوء ويخرجونها بثياب جميلة مزوقة بدين!!

فلعنة الله على المنافقين المتاجرين بالدين، فهم البلاء المبين!!

فعَلامَ تقتلنا أيها الكرسي المهين؟!!

 

د. صادق السامرائي

11\12\2020

 

 

 

في المثقف اليوم