أقلام ثقافية

الماوردي!!

صادق السامرائيأبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري الماوردي (364-450) هجرية، (974-1058) ميلادية، ولد في البصرة لأب يعمل لبيع ماء الورد فنسب إليه، وتوفى في عمر 86، وصلى عليه تلميذه الخطيب البغدادي، ودفن في مقبرة باب حرب.

وتنقل ما بين البصرة وبغداد، وأصبح قاضي القضاة، وكان على صلاة برجالات الدولة، ووسيطا بين العباسيين والسلاجقة وبني بويه.

وعاصر الخلفاء القادر بالله (381-422)هجرية، وإبنه القائم بأمر الله (422-467)هجرية.

من كتبه: أدب الدنيا والدين، الأحكام السلطانية، قانون الوزارة، سياسة أعلام النبوة، النكت والعيون ، تسهيل النظر، أدب القاضي" وغيرها.

قالوا فيه :"الماوردي في وجوه فقهاء الشافعية، وله تصانيف عدة في أصول الفقه وفروعه، وكان ثقة"

"أبو الحسن الماوردي أقضى القضاة، مصنف الحاوي الكبير النفيس الشهير، كان إماما في الفقه والأصول والتفسير، حافظا للمذهب، بصيرا بالعربية"

"هو من وجوه الشافعية وكبارهم، وكان حافظا للمذهب الشافعي، وله فيه كتاب الحاوي الذي لم يطالعه أحد إلا وشهد له بالتبحر والمعرفة التامة بالمذهب"

"هو الإمام العلامة أقضى القضاة، صاحب التصانيف الكثيرة"

"كان رجلا عظيم القدر، متقدما عند السلطان، أحد الأئمة، له التصانيف الحسان في كل فن من العلم"

ويقال أتهم بالمعتزلة.

ومن لاميته المشهورة:

"إعتزل ذكر الأغاني والغزل...وقل الفصل وجانب من هزل، ودع الذكر لأيام الصبا...فلأيام الصبا نجم أفل، إن أهنأ عيشة قضيتها ...ذهبت لذاتها والإثم حل".

وهو أول مَن كتب في شؤون الحكم والسلطة، وفي كتابه الأحكام السلطانية أوضح مهام الخليفة ومسؤولياته، وياليت السلاطين إتبعوا رؤاه التي تنفع الأمة وتعينها على القوة والإقتدار.

وقد تناول موضوع الإمامة، وحكم الخلافة، ووجوب معرفة الأمة لمن تولى أمرها، والوزارة على ضربين تفويض وتنفيذ.

وإنطلق في رؤيته من : "وشاورهم في الامر"، "وأمرهم شورى بينهم"، وقول النبي: " أشيروا علي أيها الناس"، والبيعة العامة.

وهو من الذين وضعوا الحلول الأساسية لعلاقة الدين بالدولة، وأرسى المعالم الواضحة للحكم العادل، المتفق مع روح القيم والمعايير التي جاءت في القرآن، وذلك قبل ألف عام.

فلماذا لا نتعلم ونتفهم ونتخذ منهج أرحم الراحمين صراطا؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم