أقلام ثقافية

فرجة أسمها (علي بابا)

يسري عبد الغنيإن علاقة توفيق الحكيم بجوقة أو فرقة إخوان عكاشة استمرت بعد سفره إلى باريس سنة 1925، فهناك كتب مسرحية (علي بابا) التي أرسلها إلى الفرقة من باريس إلى القاهرة فتحولت إلى أوبريت قدمته الفرقة سنة 1926، من ألحان الشيخ / زكريا أحمد على تياترو حديقة الأزبكية بوسط القاهرة .

وليسمح لي القارئ أن أعرض عليه إعلان مسرحية (علي بابا)، والذي جاء على النحو التالي: (رواية الافتتاح، مساء الخميس 4 نوفمبر 1926، الساعة 9: أعظم أوبرا كوميك ظهرت في جميع مسارح العالم: (علي بابا)، بقلم الأديب / حسين توفيق الحكيم، تلحين الأستاذ الشيخ / زكريا أحمد، أخرج الرواية الأستاذ / عمر وصفي المدير الفني، يقوم بتمثيل أدوارها فطاحل الممثلين والممثلات، وفي مقدمتهم المطربة الأولى الآنسة / علية فوزي، مناظر فخمة،ملابس ثمينة، استعدادات فوق العادة، ألف الموسيقى الصامتة رئيس أوركسترا الشركة الأستاذ / عبد الحميد علي، تباع التذاكر يومياً بشباك التياترو) .

وبرغم ما يبدو لنا من طرافة في هذا الإعلان إلا أنه لا بد أن يشعرنا بقدر كبير من المرارة الممزوجة بالإحباط إزاء ما يحدث الآن في مسرحنا العربي، ويجعلنا نسأل: متى كانت آخر مرة قدم فيها مسرح الدولة أوبريتاً محترماً يخاطب العقل والوجدان؟ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍

وحين أقول (أوبريت) فلا أقصد عرضاً تتخلله بعض الأغنيات، أو بعض النكات الفجة، أو بعض الرقصات المحشوة حشواً داخل العرض، وإنما أقصد مسرحية موسيقية راقية تخاطب فكر الجمهور وترتقي بذوقه ومشاعره، مسرحية يكتبها أديب كبير له وزنه مثل توفيق الحكيم، ويلحنها أكبر مؤلف موسيقي في عصره كالشيخ / زكريا أحمد، ويخرجها أحد أشهر المخرجين مثل الأستاذ / عمر وصفي .

إننا نعاني من أزمة مسرح، نحن السبب الأول فيها، ولنكن أكثر صراحة فنقول: نحن نعيش أزمة إدارة مسرحية لا تعترف بالأسلوب العلمي أو بالتخطيط الممنهج السليم . أزمة حب حقيقي لهذا الفن الجميل الراقي .

 

بقلم: د. يسري عبد الغني

في المثقف اليوم