أقلام ثقافية

صادق السامرائي: شخصية الهادي!!

صادق السامرائيأبو محمد موسى بن المهدي بن المنصور (147 - 170) هجرية، عاش (23) سنة، وحكم سنة وأشهر (169 - 170)هجرية.

تواصل في قتل الزنادقة وقتل منهم خلقا كثيرا، وكان يُسمى (موسى أطبق) "لأن شفته العليا كانت تقلص، فأوكل إليه أبوه خادما، كلما رآه مفتوح الفم قال له : موسى أطبق.

"كان يتناول المسكر ويلعب، ويركب حمارا فارها، ولا يقيم أبهة الخلافة، وكان مع ذلك فصيحا، قادرا على الكلام، أديبا، تعلوه هيبة، وله سطوة"

(نحن نتكلم عن شاب عمره 22 سنة!!)

مات مبكرا جدا، ويُقال أن أمه الخيزران قد سمته، وهناك حادثة أخرى تروى عن موته أو مقتله، لأنه كان يتصرف بطيش وربما لتناول المسكرات دورها في نهايته.

وحاول عزل أخيه الرشيد ويُقال كان عازما على قتله.

تولى الخلافة في عمر (22) . لديه عاهة، يتناول الخمر، تعادى مع أمه وأخيه، يتصرف بطيش مع خدامه، ولا يعي معنى المسؤولية الملقاة على عاتقه، ولم يكن ناضجا نفسيا ولا عقليا لتولي الخلافة.

فماذا يُرتجى منه؟

حاول أن يتجبر ويتكبر، لكنه يفتقد المهارت والخبرات، ويلجأ إلى المسكرات، ويبدو أن العاهة التي يعاني منها قد أثرت على سلوكه، وجعلته في حالة ثوران، وتوجه نحو سفك الدماء، وفقا للقميص الذي بموجبه تتأكد القوة والبطش وهو (الزندقة).

حاول قتل أمه، وكذلك أخية لينفرد بالسلطة التي لايعرف منها سوى ملذاتها وما يحيطه من أبهة وتكريم، وإمتثال الآخرين من حوله لأمره مهما كان ساذجا أو غريبا، فهو الخليفة المطاع الذي لا يجوز لأحد أن يعترض على مشيئته.

وكان منشغلا بملذاته وجواريه، وخلف سبعة من البنين وهو في هذا العمر.

وما أنجز شيئا مهما، وإنتهت خلافته بسرعة.

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم