أقلام ثقافية

صادق السامرائي: إبن خطيب الري وريادة الطب النفسي!!

صادق السامرائيأبو عبدالله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين علي الرازي الملقب (فخر الدين الرازي)، (إبن خطيب الري)، (سلطان المتكلمين وشيخ المعقول والمنقول)، ولد في (الري) وتوفى في (هراة) (544 - 605) هجرية.

عالم موسوعي صنف في العلوم الإنسانية والعقلية واللغوية والفيزياء والرياصيات والطب والفلك، وإشتهر بردوده على الفلاسفة والمعتزلة.

تصانيفه:

كثيرة ومتنوعة ومنها: " التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب، التفسير الصغير، أسرار التنزيل وأنوار التأويل، معالم أصول الدين، فضائل الصحابة، القضاء والقدر، نفثة المصدور، شرح ديوان المتنبي، الخلق والبعث"

وفي الطب لديه: " كتاب الطب الكبير، شرح كليات إبن سينا، التشريح من الرأس إلى الحلق، كتاب في النبض، مسائل في الطب، كتاب الأشربة".

كان طبيبا حاذقا ومشهورا، قوي النظر بصناعة الطب، شرح في مقتبل عمره (قانون إبن سينا)، وبرع بالتشريح، وجعل من الطب والفراسة فرعا للعلم الطبيعي، فقد جعل الفراسة كالطب النفسي، وكان يعالج أمراض البدن بالعقاقير والأدوية، وبالفراسة يعالج أمراض النفس، ويرى ضرورة العناية بجميع الظواهر النفسية لدى المريض، وقوة الملاحظة، والمواظبة على العمل وإجراء التجارب الكثيرة.

وقد جعل من الفراسة فرعا من علوم الطب.

من شعره: " نهاية إقدام العقول عقال...وأكثر سعي العالمين ضلال ، وأرواحنا في وحشةٍ من جسومنا...وحاصل دنيانا أذى ووبال، ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا...سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا".

هذا العالم الموسوعي لديه إكتشافات متميز في الفيزياء والرياضيات، سبق الذين إدعوها من بعده وغمطوا حقه فيها، وأوهمونا بأنهم إكتشفوها، فلديه نظريات وقوانين ذات قيمة علمية باذخة.

وما وددت التركيز عليه أنه من رواد الطب النفسي، والذين أدركوا بالملاحظة الذكية أن للحالة النفسية تأثيراتها على الصحة البدينة، ولهذا كان يقترب من المريض كوحدة متكاملة نفسيا وبدنيا، وإستثمر في علم الفراسة وإتخذه وسيلة لمعالجة الجوانب النفسية، التي تتفاعل مع العلل البدنية، وكأنه إكتشف العلاقة الوثيقة بين النفس والجسم، وضرورة مداواة الإثنين معا، ليتحقق الشفاء الكامل للمريض.

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم