أقلام ثقافية

عقيل العبود: نص تأويلي لقصيدة شجرة كربلاء (2) للدكتور سعد ياسين يوسف

عقيل العبودترتيلة لإنشودة الأسى

الرمق الأخير سيكون حاضرًا هذا المساء،

(قيامة الأرض)، لم يحل يومها بعد،

دكة الموت تقطعها أنفاس العصافير،

يهتف الصباح.

 

تخشع الجنازات، تتلى عليها الصلوات كما التوابيت، (الطيور البيضاء) تنزف الطهارة،

يتحول الدم في حضرة (الملكوت) الى قافية للبكاء،

يرقص مع قافلة (الملائكة).

 

بتلظى مع أوجاع الحر، واشلاء القصص المنكوبة،

ترتعش كؤوس الأمراء، تسقط جمراتها في قعر الأوهام، يصطف الجبروت عند شظايا الوجع الساكن.

 

(تضج المجرة)

يشيِّعُ مواكبها صراخ (الصاعدين النازلين)،

يؤذن (تراب)الأرض،

تترى الشياطين تباعا،

يستقبل الموت نافلة البكاء، يبحث عن أكفان (الطعنات)،

يلتحف الفجر ، تغيب آخر ترنيمة، يرحل الوداع، يضمه المبتغى.

 

ينهض المؤذن، (تتوضأ) السنابل،

تغيب الشمس في كهف الدجى،

تعتذر السماء،

تبحث (الفراشات) عن رحيق النسغ المطعون بآهات الليل، تنتحر (السيوف)، تتعثر آخر نجمة، يسترق ابتسامتها النواح.

 

صهيل الخيول يردده الشفق مثل أغنية ثكلى بالصراخ،

يعلن الخليفة حفل الانتصار،

المراسيم (صوت الله) يحييها، تستلقي (السحب) بعيدًا بعيدًا،

يحزن النهار!

***

عقيل العبود

سان دييغو/ كاليفورنيا

..........................

* شجرة كربلاء (2) / د. سعد ياسين يوسف

منذُ ان توضأ التراب ُ

بدمكَ الأخضر ِ

قامت قيامتُها الأرضُ

صار لها وجهُ السماءِ

معنى التجذرِ الآتي بموجِ انبثاقِ

الخضرة ِالتي أشعلْتَها في خشبِ السكونِ

وكلما جفت ينابيعُ صوتِ اللهِ

صاح بها صوتُك ان تكونَ

فتضيءُ السماءُ وجهَهَا المحمرَ

بالخجلِ المعفرِ بالترابِ

حين ارتقى نُثارهُ الممزوجُ بأسرارِكَ

معانقاَ طيورَكَ البيضاءَ

وهي تصعدُ.. تصعدُ ... تصعدُ

وسيوفُهم تنزلُ في الصلاة عميقا ً

تنزلُ .. تنزلُ ..حتى

يتزلزلُ الملكوتُ تنزلُ الملائكةُ

تصطخبُ المجرةُ بالصاعدينَ النازلينَ

فتنكرُالسيوفَ أغمادهُا مكسوةً

بريشِ الخديعة ِ، بالدمِ

بانهيارِ منائرِ التكبيرِ

بدُكنةِ السحبِ الماطرةِ غلاً

وهي تُسبغُ قلبَ سبعينَ ألف ثقبٍ أسودَ

تاريخاً من لهاثِ الرمل ِ

خلفَ احذيةِ الخليفة ِ

وهي تسحقُ فراشاتِ رفيفِ همسِهم

فيستوونَ حجارةَ رجم ٍ

لما بينَ الخيط ِالابيضِ والاسودِ

ليسودَ رمادُ الحرائقِ التي

اشعلوها إذ استوى حقلُ السنابلِ

تحتَ ابتهالاتِ الشفاهِ ..

وكلما توضأ الترابُ وأستقامَ الى الصلاة ِ

بادلتِ الارضُ السماءَ قميصها المطرزِ

بنجومِ الطعناتِ

واتكأتْ بغيرِ عَمَدٍ تُحصي ثقوبَ خناجرِهم

وهي توغلُ في خاصرةِ الإلهِ ...

 

 

في المثقف اليوم