أقلام ثقافية

صادق السامرائي: يحيى بن عدي التكريتي الفيلسوف!!

صادق السامرائيأبو زكريا يحيى بن عدي بن حميد بن زكريا التكريتي (280 - 364) هجرية، منطيق وفيلسوف ومترجم للفلسفة، ولقبه المنطقي.

"إليه إنتهت الرئاسة في المنطق وعلوم الحكمة، أي الفلسفة، كان أوحد دهره ومن البارزين في ترجمة التراث الفلسفي من السريانية للعربية . وكان كثير الكتابة والنسخ، شديد الشغف بالعلم ومتابعة شؤونه"

ولد في تكريت لعائلة مسيحية سريالية  وتوفي في بغداد، ودفن في مقبرة كنيسة القديس توما.

الذين أثروا فيه:

متي بن يونس، أبو نصر الفارابي، أبو بكر الرازي

الذين أثر فيهم:

أبو حيان التوحيدي، مسكويه، أبو سليمان السجيستاني، إبن الخمار، أبو علي إبن السمح، عيسى بن زرعة، أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى.

مؤلفاته:

لديه (49) مؤلفا ومنها:

"النواميس لأفلاطون، النفس لأرسطو، الشعر لأرسطو، شرح الكون والفساد لأبمفيدورس، تفسير منطق أرسطو، تفسير طوبيقا لأرسطو، تفسير السماع الطبيعي لأرسطو، مقالة في الكل والأجزاء، قول في الجزء الذي لا يتجزأ، جواب على مسائل لأبي علي بن زرعة، رؤيا (في النفس )، مقالة في إثبات طبيعة الممكن، مقالة في ما هية العلم،  تهذيب الأخلاق، مقالة في سياسة النفس، إيضاح في التوحيد، مقالة في وجوب التأنس، البرهان في الدين"

 وغيرها العديد من المؤلفات والترجمات والتفسيرات الفلسفية وعلم الكلام وما بعد الطبيعة، والتوحيد والتثليث، والنفس واللاهوت.

وكتابه (تهذيب الأخلاق)، تحفة أدبية فكرية راقية، كثف فيه خلاصات تجاربه الإنسانية، ودعى إلى إعمال العقل للتمييز بين الصالح والطالح من الأخلاق والمستحسن والمستقبح منها، وأكد على العفة والقناعة والتصون والوقار، وعرّفها تعريفا وافيا.

فهو فيلسوف عربي موسوعي مشغوف بالعلم والكتابة، وسطع نجمه في أرجاء أمة العرب كعقل فلسفي متوهج، ومؤثر في معاصريه من العقول الحضارية الكبيرة، التي أسهمت في تنوير المسيرة الإنسانية بمعارفها وعلومها الساطعة.

والأمة تلد أمثاله على مر العصور، ولا يعقمها سوء الأحوال، وهجمات العدوان المتوالية على وجودها، الذي يزداد نصاعة وقوة وقدرة على المطاولة والبقاء العزيز.

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم