أقلام ثقافية

عقيل العبود: كهولة معدمة

عقيل العبودتعاقبت ساعات وحدتي مع فضاء ليل بلا أصدقاء، جلست انا والبرد عند أنس أغطية تعاشر دفؤها مع شحوب زمن معتم. أمست أرصفة الحزن تجرجر أصداء خيبتها بصحبة سحابة اضطربت اجزاؤها

ارتدت ايامي اثواب كهولتها، توالت أفكاري مع دوي قطار قادم من جهة الخريف، بينما ارتسمت ملامح أحبتي على شاكلة ماض اتجهت عرباته صوب قافية للبكاء

استحضرت ضحكاتهم، ودموعهم، كلماتهم، وقفت على جنائز بعضهم، بينما عانقت البعض الآخر على أمل اللقاء ولو بعد حين

انحنى الفراق خجلا عند أوجاع مشاعر رافقتها أوهام الشيخوخة

استغرقني الصمت بناء على حكاية مقبرة نائية،

تجزأ الوطن وفقا لقافية الهزيمة ، صرت اغني،

حطت أوجاعي عند بقايا محطة مقفرة، ارتفع الصوت استجابة لنشيد حملته تضاريس مشهد أبكم

حلق الغراب بعيدا بحثا عن ذروة شجرة بها يستعيد عشه المسافر، استيقظ الموت، استوقفتني قافلة الحياة

شهدت الملائكة وقائع تلك القرون، بقيت السجلات تبحث عن أخبارها، تحولت الأزمنة الى منصات مبعثرة

انزويت عند مكان ما، هنالك بعيدًا عن الزحام

كتبت المقطع الأول عن أنباء كهولة معدمة

 

عقيل العبود - سان دييغو

في المثقف اليوم