أقلام ثقافية

صادق السامرائي: الأقلام الإفتراضية!!

صادق السامرائيالعالم يعيش مرحلة إنتقالية حادة ومؤثرة على مسيرة القرن الحادي والعشرين، وعلى كافة الأصعدة والمستويات، ولوباء الكورونا دوره القوي في تسريع خطوات الخروج من قبضة ما إعتادت عليه البشرية إلى ما يجب عليها أن تتعلمه وتكون فيه!!

ولابد للتفاعلات الثقافية والمعرفية والفكرية بأنواعها أن تتأثر وتتواصل، لكي تحافظ الحياة على مرتكزاتها الإنسانية وطاقاتها البقائية.

فما هي الأقلام الإفتراضية؟

وما هو دور المثقف الإفتراضي في صناعة تيار الوعي والتنوير؟

سؤالان يصعب الإجابة عليهما الآن، وربما ستساعدنا التراكمات المستقبلية للسلوك الإفتراضي، الذي سيفرض إرادته على البشر.

هل سيتحول الخيال إلى صفحات بيضاء نكتب عليها بأقلام الضوء، ما نحسبه جديرا بالقراءة والنظر؟

وهل ستتغير أساليب التخاطب بين البشر؟

وهل سيفقد الكلام دوره في حياتنا؟

وهل سنتخاطب مثل باقي المخلوقات من حولنا، التي تبدو أنها تعيش عوالمها الإفتراضية؟!!

إن في واقع الوجود آليات تواصلية نجهلها، وربما تكون إنجازاتنا الحالية البداية لفتح أبوابها المغلقة، والإطلال على فضاءات ما كنا نتصورها أو ندركها.

تلك حالات لايمكن للجيل المخضرم أن يسبر أغوارها، وسيغوص في أعماقها الجيل الإفتراضي المتنامي في العقود القادمات، وستكون أجيال القرن العشرين من الأطلال، التي تشير إلى أن الحياة كانت في وادٍ، والدنيا في وادٍ آخر تحدوه الأوهام!!

ترى هل سنكتب بأقلامنا، أم بأفكارنا على لوحات الإفتراض المحموم؟!!

 

د. صادق السامرائي

1\9\2021

 

 

في المثقف اليوم