أقلام ثقافية

صادق السامرائي: موسى بن شاكر وأبناؤه الثلاثة!!

صادق السامرائيمن كبار الفلكيين الذين عاشوا في زمن المأمون وكان من المقربين إليه، وقد إشتهربإتقانه الأزياح الفلكية، وأبناؤه (محمد وأحمد وحسن)، إشتهروا في علوم الرياضيات والهندسة والميكانيكا.

لم تحدد سنة ولادته، لكنه نشأ وتعلم في بغداد، ولديه محاولات في قياس مدار الأرض ومحيطها.

ومات مبكرا في زمن المأمون، وعهد إليه بأولاده الثلاثة الذين كانوا أطفالا، فرعاهم المأمون وكلف إسحاق بن إبراهيم المصعبي بالعناية بهم، فأدخلهم بيت الحكمة فترعرعوا فيه، فصار محمد عالما بالهندسة والنجوم وأحمد متعمقا بصناعة الحيل (الميكانيكا)، وحسن بالهندسة.

مؤلفاتهم:

"كتاب الحيل، كتاب مساحة الأكر، كتاب قسمة الزوايا إلى ثلاثة أقسام متساوية، كتاب الشكل المدور والمستطيل، كتاب الشكل الهندسي، كتاب حركة الفلك الأولى، وغيرها"

وقد تعاونوا فيما بينهم، مما يصعب التمييز بين أعمالهم على إنفراد، لكنهم أثروا في تطوير علوم الفلك والرياضيات والهندسة في عصرهم، وبنت أوربا علومها على علومهم.

ومن أشهر كتبهم كتاب الحيل  ويحتوي على مائة تركيب ميكانيكي، كما كتبوا في فن الآلات الروحية، كقدحي العدل والجور.

يُذكر أن موسى بن شاكر كان من قطاع الطرق ثم تاب وإنضم إلى بلاد المأمون، وإهتم بالفلك والهندسة والرياضيات وبرع بهما لكنه مات مبكرا.

وهذه الظاهرة تثير أسئلة، فهل كان موسى بن شاكر يتوسم النبوغ بأبنائه؟

وهل أن المأمون قد حدس ذلك النبوغ؟

وهل أن تنشأتهم في بيت الحكمة قد صنع منهم علماء أفذاذ؟

من الواضح أن موسى بن شاكر كان موهوبا وفي أعماقه نداء العلم الذي أثناه عن سوء السلوك، وشد إنتباه المأمون إليه فقربه ورعاه، فإنطلق ما فيه من العلم والمعارف الكامنة.

ويبدو أن أبناءه الثلاثة كانت لديهم الموهبة والأهلية العلمية الموروثة، التي وجدت الرعاية الكفيلة بإنضاجها فانطلقوا بإبداعهم الأصيل، وبتفاعل عقولهم الثلاثة قدموا للبشرية منطلقات علمية أرست دعائم التقدم الحضاري الكبير.

هذه العقول الأربعة بحاجة إلى مزيد من الدراسة والتحقيق .وإبراز إنجازاتهم العلمية الفائقة التأثير على الحياة الإنسانية.

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم