أقلام ثقافية

صادق السامرائي: إبن البُذوخ القلعي المغربي !!

صادق السامرائيبَذُخ: عظُم، تكبّر، تطاول، إفتخر، وبُذُوخ مصدر بذخَ

أبو جعفر عمر بن علي بن البذوخ القلعي المغربي، طبيب وشاعر وكاتب وصيدلي،عربي أصله من قلعة بني حماد بالجزائر، عاش معظم حياته في دمشق وعمّر طويلا، وأصيب بالعمى، وتوفى فيها سنة (575) هجرية.

وهو من نفس المدينة التي جاء منها إبن خلدون، ويصفها الإدريسي بقوله: "مدينة القلعة من أكبر البلاد قطرا، وأكثرها خلقا، وأغزرها خيرا، وأوسعها أسوارا، وأحسنها قصورا ومساكن، وأعمّها فواكه، وخصبا، وحنطتها رخيصة، ولحومها طيبة سمينة"

كان عالما وطبيبا وخبيرا بمعرفة الأدوية المفردة والمركبة، مطلع على الأمراض ومداواتها، وإهتم بعلم الحديث، وحقق كتب الطب القديمة، وله شعر كثير، ويعتني بإقتناء الكتب.

كان له دكان عطر في اللبادين بدمشق أشبه بالعيادة، يعالج فيه المرضى، ويحضّر الدواء لهم.

مؤلفاته:

"شرح كتاب الفصول لأبقراط، شرح كتاب تقدمة المعرفة لأبقراط، كتاب ذخيرة الألباء، المفرد في التأليف من الأشباه، حواش على كتاب القانون لإبن سينا، أرجوزة"

قال إبن أصيبعة:" كان عارفا بالأدوية المفردة والمركبة، وله حواس على كتاب القانون، وله إعتناء بعلم الحديث والشعر، وعمّر عمرا طويلا، وضعف عن الحركة، ثم عمي في آخر عمره بماء نزل في عينيه"

قال خير الدين الزركلي:" عالم بالأدوية المركبة، له معرفة بالطب".

ويصف إبن أبي أصيبعة شعره : "ويشعر وله رجز كثير، إلا أن أكثر شعره ضعيف منحل"

ومن شعره قصيدة طويلة مطلعها:

"يارب سهل لي الخيرات أفعلها

مع الأنام بموجودي وإمكاني

....

عشر الثمانين يا مولاي قد سلبت

أنوار عيني وسمعي ثم أسناني"

وهو يمثل الإرادة العلمية عندما تنبثق في أعماق الإنسان، فتقوده إلى سوح تجسيدها والتعبير عن جوهرها، وقد ترجم ذلك بوضوح في إنطلاقه من موطنه وتوطنه دمشق، التي كانت حاضرة الإزدهار العلمي والنشاط المعرفي الوهاج.

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم