أقلام ثقافية

صادق السامرائي: إبن وافد الطبيب السياسي!!

صادق السامرائيأبو المطرف عبد الرحمن بن محمد بن عبد الكبير بن وافد بن مهند اللخمي (388 - 467) هجرية، ولد في طليطلة وتوفى في قرطبة. كان وزيرا عند إبن ذي النون صاحب طليطلة، ورجلا سياسيا محنكا، جمع بين الطب والسياسة.

أساتذته:

أبو القاسم الزهراوي في الطب، مسلمة بن أحمد في علم العمد والهندسة، وأخذ عن محمد بن عبدون الجيلي وسليمان بن جلجل وإبن الشناعة نظراتهم في الطب.

نظريته العلاجية:

لا يرى التداوي بالأدوية ما أمكن التداوي بالأغذية، فإذا دعت الضرورة إلى الأدوية فالأفضل التداوي بالأدوية البسيطة دون المركبة، وإذا كان لا بد من تركيب الأدوية، فالأفضل عدم الإكثار والإقتصار على الأقل ما أمكن ذلك، وهو صاحب شعار " الغذاء قبل الدواء"، ويرى أن للماء دور علاجي مهم.

مؤلفاته:

الأدوية المفردة، الوساد في الطب، مجربات في الطب، تدقيق النظر في علل حاسة البصر، المغيث.

قال عنه القاضي أبو القاسم صاعد الأندلسي في كتابه (طبقات الأمم) : " كان من أهل طليطلة، ثم رحل إلى قرطبة لطلب العلم،  وكان أحد أشراف  أهل الأندلس، وذوي السلف الصالح منهم، عني عناية بالغة بكتب جالينوس وتفهمها، ومطالعة كتب أرسطاطاليس وغيره من الفلاسفة، وتمهّر في علوم الأدوية المفردة، .. وله نوادر محفوظة وغرائب مشهورة في الإبراء من العلل الصعبة، والأمراض المخوّفة بأيسر العلاج وأقربه".

 فهو طبيب عارف بصنعته، وجمع بين الطب والسياسة، ووازن بين الحالتين بأسلوب متميز، فجعل سلوكه السياسي كالطبي، فهو المعالج فيهما معا، ولهذا حقق نجاحات باهرة على الصعيدين، فحظي بمحبة وإعجاب وتقدير أهل زمانه.

أما  الأطباء العرب المعاصرون فما أن يدخلوا عالم السياسة، حتى يتحولوا إلى وحوش ضارية ضد شعوبهم، وهذه ظاهرة فاعلة في الواقع العربي، وما شذ عنها إلا الطبيب المنصف المرزوقي (2011 - 2014) في تونس.

وهل منهم مَن قدم لشعبه ولو نسبة ضئيلة، مما قدمه الطبيب محمد مهاتير للشعب الماليزي، فلا يوجد طبيب عربي عمل في السياسة وأفاد شعبه ووطنه، وهذا قاسم مشترك بين الذين تقلدوا مناصب سياسية أو حزبية.

وإبن وافد يقدم قدوة حسنة للطبيب السياسي في مجتمعاتنا، لكن الإقتداء يكون بالأسوة السيئة، ولهذا تكررت مساوئ الأطباء العرب العاملين في السياسة، وإنتفت حسناتهم الوطنية والإنسانية!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم