أقلام فكرية

الأبعاد الإيكولوجية والسايكولوجية للنفس الانسانية

akeel alabodلقد لوثت آلة الحروب معالم الحياة، وأجهضت القدرات التي تتمتع بها نفس الانسان وروحه المشرقة، فبدلا من الحفاظ على نقاء البيئة وزراعتها ، صارت السياسات تعمل على احراقها وتخريبها، وبدلا من إعمار الارض بالورد والنخيل، صار التخطيط لإنتاج المواد المشعة والديناميت، وبهذا لم يعد بعد دور يذكر لوزارات البيئة التي يجب ان تتمتع بحق الفيتو، لكي تمنع مصانع الموت وإنتاج السلاح.

وانت تزرع نبتة في الارض يعني انك تتعامل مع الطبيعة من خلال نفسك؛ هذه النفس التي تحمل في كينونتها عشقا ومحبة وارتباطا مع هذا الفضاء، هذا الارتباط به ومن خلاله تتجلى منابع عظمة وجودك الانساني. كونك تريد ان تنبت في هذا العالم جوهر حقيقتك، طبيعة عالمك الجميل.

نفسك هنا بكل أنفعالاتها؛ صبرها، انتظارها، بهجتها، معالم زهوها، يتعلق بانبعاث هذه النبتة الى الحياة.

من هنا يصبح للنفس حاملان، اوكيانان، او منظومتان؛ الاولى تعكس معنى ارتباطك بالطبيعة والبيئة، والثانية تثبت قدرتك على الخلق، ما يمنحك رفعة الخير والإبداع.

فالحياة تصبح اكثر بهجة وهي تحتفي وإياك بهذه الروعة، التي تجلت من خلال وجودك الذي ارتبط بروعة روحك، عبر هذه الآصرة التي اسمها التلازم، فتكاملت لتنتج بك ومن خلالك هذا الكيان الذي من خلاله ترتقي حقيقتك الانسانية، اذ عنوانك هنا يشير الى دائرة ارتباطك وتلازمك مع الخلق، كونك استطعت ان تتنفس هذا الهواء، لكي تشرك به ومن خلاله وجودا اخرا، ذلك هو سويقا وجذرا يبحث عن الخصب والنماء.

والمعنى ان حقيقة روحك هي التي جعلت منك كيانا معطاءا، خصبا يبحث عن الوفرة والنماء، لكي تحيا إشراقة الوجود، ليس بأرضه فحسب، بل بجباله، وامتداداته الجميلة من البحار والمحيطات الى السماء، حيث عالم الكواكب والأفلاك.

 

عقيل العبود

في المثقف اليوم