أقلام حرة

مدبرة ومقبلة وقوة مؤثرة!!

صادق السامرائيحكومة مدبرة وما أدبرت، وأخرى مقبلة وما أقبلت، وبينهما قوة فعلت ما فعلت، وتحكمّت بمصير بلاد وعباد وما انتظرت، والناس في سجير المظاهرات وأجيج المطالبات، والرموز في بلاد الجيران، تمهد لمزيد من النيران.

فإلى أين المسير في قسوة الدرب الطويل؟!

شباب يريد حقوقه الطبيعية في الحياة، وأجيال تتوافد إلى مواقد الويلات والتداعيات، فينهرها الفساد ويفترسها التضليل والدجل والمتاجرة بها بإسم الدين، وأسمى ما فيه من المعاني والقيم والمفردات الإنسانية النبيلة النقية الطاهرة الرحيمة العلياء.

ثراءٌ فاحش وفقر مدقع، وعمائم تعين الناس على إستلطاف فقرها، وتعزز ثراء ذوي الجاه والنفوذ والسلطان، بإسم الدين، فالفقير له جنات النعيم في الموت الذي عليه أن يشقى ويقاسي لبلوغه الأليم، والمتنفذون لهم الدنيا والآخرة وهم خاصة ربهم وأوصياؤه على عباده المساكين.

جهل فتاك، وحرمان عملاق، وفساد يمسك من الأعناق، والناس في مضطرب، والحياة إلى منقلب، والمفترسون يصولون في ربوع المنهوكين بالوجيع والقهر والجور المقدس المسلح بفتاوى المرائين بدين.

وحناجر الملايين تلهج بمقبلة، وسطوة المدبرة تقبض على مصيرهم بإحكام، وتسلم أمرها للذين يحكمون وفقا لإرادة الإنتقام، والساعين إلى تحويل البلاد إلى ميادين إصطدام ما بين التي واللتيا، وما بين شرق وغرب، وكأن البلاد سوح وغى للذين يتصارعون على فريسة أسمها وطن، سرقوا واوه، وأوجعوه طعنا بأسلحة العدوان.

وبين مقبلة ومدبرة تعاظمت المعضلة، وتشعبت المشكلة، وصار القتل سلطان، والخطف عنوان والإغتيال عَوان، فتحطم الوطن وضاعت قيمة الإنسان، وقال قائلهم، إن الكرسي ربنا المنان!!

فما هي المقبلة، وأين وجهها وأطرافها وملامحها، كأنها سراب مُطارد وضباب توارد، والناس في محنتها تريد حياتها وحريتها وكرامتها وسيادة بلادها والحفاظ على ثرواتها، لكنها قد أوصلت للسلطة مفترسيها وأهلتهم بمفردات التوحش والإزدراء لكل ما يتصل بالناس من قيم ومعايير وأخلاق، حتى صاروا يتوهمون أن الفساد دين، وأن الرب في الكرسي، واللعنة الكبرى على الذين لا يؤمنون بما يرونه ويتصورونه من الأفك المبين.

وقل أدبرت وما أقبلت والناس في محنتها تكبّلت!!

فهل عن ذاتها قد أسفرت؟!!

 

د. صادق السامرائي

18\1\2020

 

في المثقف اليوم