أقلام حرة

مهمة الأقلام في أمةٍ تُضام!!

صادق السامرائيالسائد في واقعنا المعرفي والثقافي أن الأقلام تكتب عن الواقع وكأنها تعكسه في كتاباتها، فتميل إلى تكريسه وتوظيفه لصالح الإستكانة والتحنط والجمود الحضاري المقيت.

فما هي مهمة الأقلام الحقيقية؟

هل ترسم وتوصّف وتحلل وحسب؟

هل تستخلص عناصر القوة وتُفاعلها وتؤهلها لما هو أفضل؟

هل  تكتب بمداد اليأس والإنكسار والقنوط؟

 تساؤلات علينا أن نجيب عليها بجرأة ووضوح، لكي تتمكن الأقلام من القيام بدورها الحضاري الإيجابي، فتستنهض الهمم وتنوّر العقول وتأخذ بالأجيال إلى ميادين أكون.

إن المشترك العام للكتابات باللغة العربية يتمثل بالسلبية والقهرية واليأسية، وعدم القدرة على إضاءة دروب الأيام، بما يلهم ويعزز قدرات التحقق والتحدي، والإنتصار على مواطن الضعف والإنهزام.

فكتاباتنا إنهزامية، إنكسارية إحباطية، لا تشم فيها رائحة الأمل وعطر التفاؤل، بل أنها تستهين وتبخس كل قلم يمنح جرعة أمل للإنسان المدثر بالإحباط، والمكبل بالتبعية والخنوع، والمصفود بالدونية والعجز عن بناء ذاته وتحقيق إرادته.

فلماذا نكتب إن لم نتمكن من الإبداع المتوثب المِقدام المؤمن بقدرات تأهيل الكيان؟!

هل أن الكتابة نزهة وترف؟

الكتابة مسؤولية إنسانية، والكلمة أمانة وقيمة وطاقة، عليها أن تُستعمل لتنمية قدرات الكينونة الوطنية والحضارية للأمة.

إن الإستهانة بالكتابة وتمييع قيمة الكلمة من أخطر ما يصيب الأمم، خصوصا عندما يكون مفكروها وكتابها قد تمحنوا بمنزلقات اليأس والتشكي والتظلم، وكأنهم في أمة خاوية تآكلت عروشها وسحقتها سنابك الفناء.

فالأقلام عليها أن تمنح جرعات إقتدار، وتوقد العزائم وتنير الأبصار، وتكون فاعلة لا مفعول بها في سوح الغاب الأرضي المحتدم الصراع.

فهل لأقلامنا أن تكون علامات رفع لا نصب؟!!

"وما نيل المطالب "بالتشكي"...ولكن تؤخذ الدنيا غِلابا"

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم