أقلام حرة

العلم والعمل!!

صادق السامرائيالعلم والعمل كلمتان في العربية يختلفان بترتيب الأحرف، فهما يتكوننان من العين واللام والميم.

ع+ل+م= علم

ع+م+ل= عمل

وهما كلمتان متداخلتان، لا قيمة لأحدهما بمعزل عن الكلمة الأخرى.

فلا قيمة للعلم بلا عمل، ولا قيمة للعمل بلا علم!!

فهل نعمل بما نعلم؟

السلوك البشري يشير إلى أنه يترجم حالة معرفية ما، مهما كان نوعها وطبيعتها، فلكل سلوك ما يتصل به من العلم بشيئ ما، وهذا العلم المعبَّر عنه بالعمل قد يكون ما يكون، لكن السلوك الناجم عنه هو الذي يتفاعل مع الموجودات في المحيط الذي إنطلق فيه.

فالعمل لا يمكن تجريده من العلم، أي علم، ولهذا فأن السلوك البشري يتوافق ومستويات العلم، فالبعض يعلم قليلا ويكون سلوكه متفقا مع ما يعلم، والبعض الآخر يعلم كثيرا ويرسم سلوكه بذلك، ووفقا لدرجة العلم ومستوياته تتفاوت أحوال المجتمعات البشرية.

فكيفما تعلم تكون وتتحقق!!

وفي واقعنا الحضاري تم إقران العمل بكل ما يتصل بالمعارف والعلوم والمعتقدات، فالدين العمل، والعلم العمل، ولا مقياس أصدق من العمل، فالقول لا قيمة له ولا معنى إن لم يكن مقرونا بعمل يؤكده ويحقق مراميه.

والقول بشيئ عمل به، وعدم العمل بالقول المعلوم، يعني أنه نكرة لا قيمة له ولا ملامح أو مواصفات سلوكية ذات قدرة على صناعة الحياة.

وما أصاب الأجيال في متواليات النكسات والإنكسارات، سببه إتساع الشرخ أو المسافة ما بين العلم والعمل، فصار العمل لا يتصل بفكرة أو رؤية أو قدرة على إستحضار الإرادة وإدراك ملامح الأهداف.

وتكون المجتمعات وتتطور بإقران العلم بالعمل، والإبداع في صناعة ما يؤكد الإنسجام السلوكي بينهما.

فهل لنا أن نعلم ونعمل؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم