أقلام حرة
علمتنا كورونا (1)
علمتنا كرونا أن ليس هناك فرقا كبيرا بين الدول المتقدمة والدول المتخلفة ومنها معظم الدول العربية سوى أن هذه الأخيرة تحكمها أنظمة غير وطنية وغير ديمقراطية (عسكرية، استبدادية...) بدعم من هذه الأخيرة، مقابل قسط من ثرواتها الطبيعية (النفط، الغاز، الفوسفات، السمك...) والبشرية (العقول المهاجرة والمهجرة)، وأموال حكامها المكدسة في بنوكها والمحركة لاقتصاداتها، إضافة إلى الميزانيات الضخمة المخصصة لشراء أسلحتها.
لم تستطع الدول المتقدمة مقاومة الوباء هذا الفتاك رغم كل الإجراءات الأمنية والصحية... فظهرت ضعيفة وعاجزة أمام التزايد الهائل لأعداد الموتى والمصابين، وخاصة في إيطاليا وإسبانيا وفرسا وألمانيا، وهي الدول التي كنا نعتبرها إلى عهد قريب دولا قوية عسكريا واقتصاديا وصحيا...غير أننا رأينا معظمها وقد رفعت راية العجز فوق رؤوسها، مما حدا يبعضها إلى السماح برفع الآذان من على صوامع مساجد لم يؤذن فيها لأزيد من 500 سنة، كما حدث بصوامع قرطبة وغرناطة..، بل إن بعضها استولى بالقوة على شحنات الأدوية والمعدات الصحية القادمة عبر مطاراتها وموانئها إلى دول أخرى.
إن ما تعيشه كثير من الدول الأوروبية الكبرى أمام جائحة كورونا، يؤكد بالملموس أن أنظمتها العولمية، أشبه ببيت العنكبوت في كثير من النواحي رغم ديمقراطيتها الداخلية، وهي قابلة للسقوط والانهيار في أي وقت وخاصة في أوقات الأزمات الكبرى، رغم ما يبدو عليها من قوة وتطور.
د. بوجمعة وعلي - المغرب