أقلام حرة

أزمة كورونا.. والوجه الآخر لأوروبا الامبريالية

عبد اللطيف الصافيكشفت التصريحات التي أدلى بها الطبيبان الفرنسيان جون-بول ميرا (رئيس وحدة العناية المركزة في مستشفى كوشين بباريس)  وكاميل لوشت (مدير  معهد الأبحاث  الفرنسي) INSERM) على قناة “إل.سي.إي" الفرنسية يوم الأربعاء فاتح أبريل عن الوجه الآخر لبعض النخب الفرنسية الغارقة حتى النخاع في اتون العنصرية المقيتة، والتي لاتزال تعيش وهم" التفوق العرقي" وتحمل جينات الفكر الاستعماري الذي ترك أثارا بشعة لا تزال أفريقيا تئن تحت وطأتها، ولعل  سجلات التاريخ القريب تحتفظ بين طياتها بصور البربرية التي رافقت وجود الدخيل الأوروبي مدججا بالنار والحديد والإبادة التي مارسها أو خطط لها ودعمها ماليا وسياسيا وإعلاميا.

إذا كانت جائحة كورونا قد عرت هشاشة الأنظمة الصحية في البلدان المتقدمة وأعلنت إفلاسها الأخلاقي من خلال تقوقعها على ذاتها وانهيار فكرة التضامن الإنساني وسقوطها من قواميس الغرب الإمبريالي ،على. وجه الخصوص، فقد أخرجت أيضا السحرة ومروضي الثعابين من قمقمهم فبدأوا ينفثون ما بداخلهم من سموم تجاه افريقيا وشعوب أفريقيا التي لاتزال تصارع من أجل التحرر الفعلي من قبضة أوروبا الاستعمارية.    

لا تكتفي أوروبا، وفرنسا بالذات، باستغلال خيرات أفريقيا، كل أفريقيا، وترواثها بدون أخلاق حيث أنها تعتمد في تطوير صناعاتها وتكنولوجياتها على الموارد المعدنية الإفريقية،بل تمارس، بعنجهية وصلافة، ابشع مظاهر التسلط على شعوبها حيث تحمي الطغاة ووتتبث المستبدين على كراسي الحكم ضدا على تطلعات الشعوب لحماية مصالحها وضمان تدفق الأموال والثروات الباطنية عليها. وهاهي اليوم تكشف عن وجه آخر خفي يتمثل في استخدام أرض إفريقيا حقلا لتجاربها والأفارقة فئران تجارب صالحة بحكم عوامل التخلف والخصاص الذي تعيشه لأن تكون محط تجريب لقاحات قبل التأكد من قابلية تعميمعها على العنصر الأبيض في أوروبا. إنها قمة الإنحطاط الفكري والأخلاقي والانساني ترتسم على جبين القارة العجوز في القرن الواحد والعشرين.

مع هذه التصريحات البغيضة التي توحي بأن شبح العنصرية والكراهية يطل برأسه من جديد على أفريقيا من النافذة الاروبية ،تسترجع الذاكرة الافريقية العديد من الجراح التي لم تندمل بعد ومنها على الخصوص، التجارب النووية التي قامت بها فرنسا في الجزائر سنة 1960، والأسلحة الكيميائية التي أستخدمتها أسبانيا في الريف بالمغرب، ناهيك عن استخدام أراضي أفريقيا لطمر النفايات المشعة, فهل تستفيق النخب الافريقية للرد على هذه الموجة الجديدة/القديمة من البربرية بمزيد من التماسك الافريقي والتضامن الإنساني؟

 

عبد اللطيف الصافي-كلميم/المغرب

 

في المثقف اليوم