أقلام حرة

أعزّوا الحاضرين واحترموا الغابرين!!

صادق السامرائيمن العاهات الجوهرية العاصفة في حياة الأجيال، أنها إنطلت عليها لعبة تقديس الغابرين وإنكار دور ووجود الحاضرين، أي التغنّي بالأموات ونكران الأحياء ونشاطاتهم الإبداعية والعلمية.

بينما الواقع الصريح يخبرنا بوجود المئات من العقول الألمعية في مختلف المجالات والميادين، التي أسهمت بدفع عجلة الحياة الإنسانية.

فالحضور العربي فاعل في ربوع الحياة المعاصرة في أرجاء المعمورة، التي وفرت لهم فرضة التعبير عن طاقاتهم الإبداعية.

والمشكلة أن الأجيال تعيش نمطية سلبية قاتلة، تصفّدها في دوائر ضيقة وتخنقها في زوايا حادة.

فالسائد أن العربي يتغنى بالماضيات، وينقطع عن حاضره وينكر مستقبله تماما ولا يعرفه أبدا.

ومع الإحترام والتقدير للغابرين بأسمائهم وعناوينهم وإسهاماتهم االرائدة، وما قدموه من من علوم ومعارف أصيلة، لكن الأجيال المعاصرة فيها من العقول والرموز المعرفية ما يتفوق عليهم بعشرات المرات!!

وما يحصل أن التسويق للغابرين يمضي على قدم وساق والطمس للحاضرين في ذروته، وفي هذا سلوك مقصود لإيهام الأجيال بأنها عاجزة ودون غيرها، ولا تشارك في صناعة الحياة.

وهذه أكذوبة علينا أن نواجهها بإبراز علمائنا ومبدعينا، وتسويق عطاءاتهم وإسهاماتهم في الحياة الإنسانية، فالعرب ليسوا خارج دائرة الإبداع العلمي والمعرفي المعاصر بل هم في قلب الوجود الإنساني.

فيجب أن نستيقظ من النوم المقصود لوجودنا والتعتيم المنشود لقيمتنا ودورنا الحضاري.

فحاضرنا ثريّ بالطاقات العلمية والمعرفية، وأرضنا غنية بأنواع القدرات الفاعلة في أروقة الحاضر والمستقبل.

فاذطروا مَحاسن أحياءكم اللامعين في سماوات الحاضر المبين!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم