أقلام حرة

شذوذنا المسكوت عنه!!

صادق السامرائيالشذوذ الجنسي ليس جديدا، وقد رافق البشرية منذ الأزل، وقصصه ومروياته معروفة في الآثار والكتب السماوية، ولا يخلو مجتمع منه مهما إدّعى وتوهم.

تلك حقيقة سلوكية دامغة ملتصقة بالبشر، وما أعاقت تقدما ولا صدّت مسيرة حضارية،  لكن الذي أعاق مسيرة الحياة ودمّر قدرات التقدم والرقاء هو الإنحرافات العقلية، والشذوذ المروّع الذي يصيب التفكير ويؤدي إلى سلوكيات ممزقة لمعنى الحياة وقيمتها وأخلاقها.

فالشذوذ العقلي هو الأفدح والأفظع من أي شذوذ وإنحراف سلوكي آخر، إذ يتسبب بإنهيارات حضارية وهزائم مصيرية وخسارات مدوية في مسيرات البشرية عبر العصور، فما يصيب العقل من عاهات وإضطرابات هذيانية وهمية تعتقل البشر في خنادق ظلماء، وتملي عليه القيام بأعمال آثمة وخطايا عارمة.

وتجد المجتمعات المستنقعة في الفساد لا تأبه لما يجنيه عليها إنحراف الأفكار والتصورات، وتثور بعنفوان على الإنحرافات الجنسية والعلاقات المثلية، التي ما تمكنت البشرية من القضاء عليها على مر العصور والأزمان.

وقصة قوم لوط واضحة في القرآن، وفي حقيقة ما يحصل تعبير صريح عن شذوذ العقل والإمعان بالتصورات البهتانية.

فالإنحرافات الجنسية والقول بالمثلية خطايا أخلاقية آثمة لا تغتفر، وعلينا أن نثور عليها ونلعنها ونحمي المجتمع منها، أما الفساد المروّع وإزهاق الأرواح وقهر الناس ومصادرة حقوقهم لإنسانية، فهذه موضوعات يمكن تبريرها وتسويغها والإستثمار فيها!!

فلماذا لا نراجع أفكارنا، ونقيّم عقولنا، بدلا من تبديد الطاقات بالتصدي لحالات مرافقة للسلوك البشري ولن تغادره أبدا؟!!

وما تقدم لا يعني تشجيعا للشذوذ الجنسي والإنحرافات السلوكية، وإنما لتوضيح أن مصيبتنا في الشذوذ العقلي أكثر من أي شذوذ آخر!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم