أقلام حرة

أنا!!

صادق السامرائيسأحاول في هذه المقالة أن أسبر أغوارنا، وأشير إلى بعض الخصال الفاعلة فينا،، وهي مواجهة صريحة مع النفس، ومَن لديه إعتراض أو تصويب فعليه أن يشارك به لكي نتفاعل ونستقيم.

أنا ...

أعرف ما لاتعرفون، ومهما قلتم فأنتم تهذربون، فأنا صاحب القول الفصل وأنتم الجاهلون، فاسمعوني ولا تُسمِعوني!!

أنا ...

السيد المُهاب المطاع، إبن السلالة السامية، والمقامة العلية، والشهامة الأبية، فتأملوا شجرة نسبي وحسبي، وعليكم أن تذعنوا فأنا السيد الذي عليه أن يسود!!

أنا ...

شريف الأشراف وراية خفاقة فوق الرايات، فلستُ مثلكم وإنما فوقكم، أنتم العبيد وأنا الشريف المُظفر الأبي المُطهر، فاعرفوني قبل أن تقتربوا من حِماي.

أنا ...

الحاكم بأمر الله، والناطق بلسان العُلى والسماء، فأذعنوا لقولي، ولا تحاجوني أو تعارضون، فعليكم بالسمع والطاعة، فأنا مقياس العدل والرحمة والإيمان، ومَن يحيد عن صراطي، فالسيف له دواء.

أنا ...

إذا جلست على كرسي السلطة فالسيف عندي يسبق العَذل، فعرش سلطاني مَهيب، وفيه أولد معصوما من الخطأ، فعليكم أن تتمسكوا بما أقول، وتنطلقوا بآيات كلامي للعالمين، وتموتوا في سبيل سلطاني القدير.

أنا ...

لا أقبل نقدا ولا نصيحة وإياكم أن تنظروا إلى ما أقوم به بعين السخط، لأن إرادتي ستفقأ عيونكم، وتقضي على وجودكم، وقلوبكم مطمئنة ونفوسكم من الرهبة مذعنة، فقد خاب مَن وقف بوجهي وأصاب الويل مَن ينكر أمري.

أنا ...

الوحيد الأوحد الفريد، المقتدر العنيد، المحنك الصنديد، الفاعل بالدنيا كما يشاء، فإياكم والعَنت، ونكران هيمنة إرادتي وصواب حكمتي، ونفاذ قراراتي، فأنا أنا ولا غيري أنا!!

أنا ...

أفهم ما لاتفهمون، وأجيد ما لا تطيقون، وأختزن حضارات الأولين والآخرين، وعندي مفاتيح المجهولات والمعقدات من الأمور، فأنا فحل قول يصول، والقول عملي، وأنتم الذين تعملون، فالسيد المَهيوب يقول ولا يعمل.

أنا ...

كلامي فرقان مبين، وقولٌ فصلٌ أمين، وأنا أنا، ولا أرى غيرَ أنا، وأنتم أنتم أيها الناس المذعنون التابعون المستسلمون لأمري السديد المَكين، فإياكم والتراخي والتغاضي والعناد، فالحجّاج حاضر في عريني، والسيف في يميني، والنطع مأوى الآثمين.

أنا ...

أضع تاج عظامي على رأسي، وخلف ظهري شجرة أصلي، فأنا الكبير الكبير، وما حولي صغير صغير.

فهل أكون أنا؟!!

ومَن أنا؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم