أقلام حرة

بشر الله!!

صادق السامرائيبشر الله مخلوقات عجيبة تبدو بإهاب آدمي، وما هي إلا وحوش كواسر محلقة في فضاءات النفس الأمّارة بالأسوء من السوء.

بشر الله يتمنطقون بكلام الله ويسبّحون بحمده بكرة وأصيلا، ويقولون بوقاحة أن ما غنموه من السحت الحرام رزق من الذي يرزق من يشاء بغير حساب.

بشر الله لا يأبهون لفقير أو جائع أو مسكين، وينغمسون بملذاتهم ومتعهم وشراهتهم العمياء، التي بلّدت أحاسيسهم وأماتت ضمائرهم وحجّرت قلوبهم.

بشر الله لا يستحون من الله ويفعلون ما يشاؤون لأنهم أعداء الله، وفي قلوبهم غِل وأقياح أحقاد وكراهيات وعدوان على خلق الله الصابرين.

بشر الله أحزاب مؤدينة وعمائم ملونة ولحى ذات أحجام متباين وطرر بينة، ومحابس ثمينة ومسبحات تطعم ألف جائع ومسكين، ويتنعمون بأفخر ما تنتجه مصانع الكفرة كما يتصورون.

بشر الله يتحدثون مع الناس وكأنهم نواب الله وهم أعلى من الرسل والأنبياء، وما ينطقون عن الهوى بل بلسان ربّهم الذي يرونه على هواهم وما تمليه عليهم نوازعهم.

بشر الله الذين يمشون في الأرض مرحا ويتبخترون ويتكبرون، ويستصغرون الآخرين وتحيطهم الحمايات المسلحة لتمنع عنهم شر خلق الله المبتلين بفسادهم المشين.

بشرالله الناقمون على الله وعباده، والسارقون لحقوق المواطنين أينما تسلطوا وتحكموا بشؤون البلاد والعباد، ولا يعنيهم عناء خلق الله وقهرهم وظلمهم وحرمانهم وشظف عيشهم ومرارة أيامهم، لأنهم سكارى بخمور الطمع والثراء الفاحش الذي وضعوا أيديهم عليه.

بشر الله لو سألتهم من أين لكم هذا، لقالوا إنه من عند الله!!

بشر الله متى سيلعنهم الله، ويرديهم في أسفل سافلين ويدثرهم بلعنة الدنيا والآخرة عليهم أجمعين؟!

بشر الله مصيرهم محتوم، وويلهم محسوم، والعقاب يتربصهم ويقترب منهم وهم لا يشعرون، ولسوف تعلمون أيها المخادعون الدجالون بأن الله يهمل ولا يهمل وأن لديه عليكم ألف رقيب ورقيب، ولن تفلتوا من عدالة السماء، ولن تهربوا من الويل الشديد الذي أعده لكم ربّ العباد وليس ربكم الذي تتصورون!!

وعباد الله لمنتظرون!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم